للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يسنه رسول الله، ولم يتكلم به أحد، فاختر أي الأمرين شئت، فإن شئت فتقدم واجتهد رأيك، وإن شئت فأخره، ولا أرى التأخير إلا خيرا لك (١).

فكون الحكم ينتهي إلى مدرك من كتاب الله تعالى، أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - هو ما يشغل ذهن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - لعلمه أن أي حكم لا يكون بهذا الشكل إنما هو حكم بالباطل مرفوض؛ لأن الله تعالى أمر نبيه داود بأن يحكم بين الناس بما أنزل الله، وسماه حقا، فأي حكم بغير ما أنزل الله فهو باطل، قال الله تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (٢).


(١) أخبار القضاء لوكيع جـ٢ ص ١٨٩ ـ ١٩٠.
(٢) سورة ص الآية ٢٦