للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله تبارك وتعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه (١)».

وتوعد الله المرائين بعذاب جهنم فقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} (٢) {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} (٣) {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} (٤) {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (٥).

وجعل الحياة من أجل الابتلاء والامتحان في إخلاص العمل والسير به على منهج الله فقال: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (٦).

قال الفضيل بن عياض: هو أخلص العمل وأصوبه، فسئل عن معنى ذلك فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا، فالخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة (٧).

قال ابن القيم في شرح قول عمر: [" فمن خلصت نيته في الحق، ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تزين بما ليس فيه شأنه الله " هذا شقيق كلام النبوة، وهو جدير بأن يخرج من مشكاة المحدث الملهم، وهاتان الكلمتان من كنوز العلم، ومن أحسن الإنفاق منهما نفع غيره، وانتفع غاية الانتفاع، فأما الكلمة الأولى: فهي منبع الخير وأصله، والثانية: أصل الشر وفصله، فإن العبد إذا خلصت نيته لله تعالى، وكان قصده وهمه وعمله لوجهه سبحانه، كان الله معه، فإنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون،


(١) رواه مسلم - في كتاب الزهد، باب تحريم الرياء - صحيح مسلم بشرح النووي جـ ١٨ ص ١١٥.
(٢) سورة الماعون الآية ٤
(٣) سورة الماعون الآية ٥
(٤) سورة الماعون الآية ٦
(٥) سورة الماعون الآية ٧
(٦) سورة الملك الآية ٢
(٧) إعلام الموقعين ج ٢ ص ١٦١.