للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اتهمه بالكذب. قال العقيلي: (لما قدم العباس بن عبد العظيم من عند عبد الرزاق من صنعاء قال لنا - ونحن جماعة - ألست قد تجشمت الخروج إلى عبد الرزاق، فدخلت عليه، وأقمت عنده حتى سمعت منه ما أردت، والله الذي لا إله هو إن عبد الرزاق كذاب والواقدي أصدق منه) (١).

وما أجمل ما قاله الذهبي حينما أورد هذه الرواية حيث قال: (بل والله ما بر العباس في يمينه، ولبئس ما قال، يعمد إلى شيخ الإسلام ومحدث الوقت ومن احتج به كل أرباب الصحاح، وإن كانت له أوهام مغمورة وغيره أبرع في الحديث منه، فيرميه بالكذب ويقدم الواقدي الذي أجمعت الحفاظ على تركه فهو في مقالته هذه خارق للإجماع بيقين ا. هـ) (٢).

وقد تعقب ابن حجر الإمام الذهبي في قوله هذا حيث قال: (وهذا إقدام على الإنكار بغير تثبت فقد ذكر الإسماعيلي عن الفرهياني أنه قال: حدثنا عباس العنبري عن زيد بن المبارك قال: كان عبد الرزاق كذابا يسرق الحديث. وعن زيد قال: لم يخرج أحد من هؤلاء الكبار من عنده إلا وهو مجمع أن يحدث عنه - انتهى. وهذا مردود على قائله، فغرض من ذكره الإشارة إلى أن العباس بن عبد العظيم موافقا. ا. هـ) (٣)، ولم يأت ابن حجر في تعقبه هذا بشيء يخالف ما قرره الذهبي من عدم الالتفات إلى من قال بتكذيب الإمام عبد الرزاق - رحمه الله -.

قلت: ولأول وهلة قد يظن الباحث أن العباس بن عبد العظيم وزيد بن


(١) الضعفاء للعقيلي (٣/ ١٠٩) وسير الأعلام (٩/ ٥٧١) والتهذيب (٦/ ٣١٥) والكامل (٥/ ١٩٤٨).
(٢) سير الأعلام (٩/ ٥٧٢).
(٣) التهذيب (٦/ ٣١٥) ولعدم الاعتداد بقول العباس راجع مقدمة فتح الباري (ص ٤١٩).