للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ} (١)، وقال: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} (٢).

والتحدي إنما وقع بالإتيان بمثل هذا الكتاب بغير إشكال، لأن ما في النفس لا يدرى ما هو، ولا يسمى سورا، ولا حديثا، فلا يجوز أن يقول: فأتوا بحديث مثل ما في [نفس] (٣) " الباري ". ولأن المشركين إنما زعموا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- افترى هذا القرآن وتقوله، فرد الله عليهم دعواهم بتحديهم بالإتيان بمثل ما زعموا أنه مفترى ومتقول دون غيره، وهذا واضح لا شك فيه.

الثاني: أنهم سموه شعرا، فقال الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} (٤).

ومن المعلوم أنهم عنوا هذا النظم؛ لأن الشعر كلام موزون، فلا يسمى به معنى، ولا ما ليس بكلام، فسماه الله- تبارك وتعالى- ذكرا، وقرآنا مبينا، فلم [يبق] (٥) [شك] (٦)، لذي لب في أن القرآن هو هذا النظم دون غيره، وكذلك سموه مفترى. فقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ} (٧)،


(١) سورة يونس الآية ٣٨
(٢) سورة هود الآية ١٣
(٣) في الأصل " في النفس " بالتعريف والصواب ما أثبتناه.
(٤) سورة يس الآية ٦٩
(٥) في الأصل (يبقى) بالألف المقصورة، والصواب حذفها بالجزم.
(٦) في الأصل غير واضحة، ولعل ما أثبتناه يستقيم به المعنى.
(٧) سورة يونس الآية ٣٧