للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل]

فإن قيل: فما الدلالة على الصوت في كلام الله تعالى؟، قلنا: الكتاب والسنة والإجماع.

فأما الكتاب: فقول الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (١)، وقال: {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} (٢)، وقال: {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} (٣)، والتكلم هو ما يسمعه المكلم ويصل إلى سمعه، ولا يكون إلا بصوت. وكذلك قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} (٤) والنداء لا يكون إلا [بصوت] (٥)، وفي القرآن من هذا كثير.

وأما السنة: فقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: «إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء (٦)»، وروي ذلك موقوفا على عبد الله بن مسعود. فروى عبد الله بن أحمد في كتاب الرد على الجهمية (٧) أنه قال: قلت:


(١) سورة النساء الآية ١٦٤
(٢) سورة الأعراف الآية ١٤٣
(٣) سورة البقرة الآية ٢٥٣
(٤) سورة مريم الآية ٥٢
(٥) في الأصل (صوت) بالرفع والصواب ما ذكرناه.
(٦) لم أطلع عليه بهذا اللفظ: غير أن معناه جاء في حديث أبي هريرة عند البخاري بلفظ: " إذا أراد الله أمرا في السماء ضربت الملائكة أجنحتها خضعانا لقوله ". انظر: صحيح البخاري (٥/ ٢٢١)، وانظر: كتاب التوحيد لابن خزيمة (ص ١٥٤).
(٧) هذا الكتاب لم يطبع بعد، وهو غير كتاب أبيه (الرد على الجهمية) فإنه مطبوع ومتداول.