للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به الكتب كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (١)، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (٢) وهذا النوع هو الذي يعلنه كل مسلم في قوله: " لا إله إلا الله ".

وفي قراءته: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٣) وفي كل ركعة من صلاته، وهو الذي يعلنه في تشهده في الصلاة والأذان والإقامة ويعلنه الخطيب في أول الخطبة، وهو الذي يدخل به الكافر في الإسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله (٤)».

وهذا النوع الذي شرع من أجله الجهاد كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (٥).

وهذا النوع هو الذي أنكره المشركون حين دعتهم الرسل إليه {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} (٦). {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (٧).


(١) سورة النحل الآية ٣٦
(٢) سورة الأنبياء الآية ٢٥
(٣) سورة الفاتحة الآية ٥
(٤) خرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهو متواتر
(٥) سورة الأنفال الآية ٣٩
(٦) سورة الأعراف الآية ٧٠
(٧) سورة ص الآية ٥