للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدره، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وسبحان الله عما يصفون.

هذه أنواع التوحيد الثلاثة وعلاقة بعضها ببعض. . . .

إن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية بمعنى أن من أقر بتوحيد الربوبية لزمه أن يقر بتوحيد الإلهية ويقوم به، فمن عرف أن الله ربه وخالقه لزمه أن يعبده وحده لا شريك له. كما قال تعالى: {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (١).

وتوحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية، فتوحيد الربوبية يدخل ضمن توحيد الإلهية، فمن عبد الله وحده ولم يشرك به شيئا فقد اعتقد أنه ربه وخالقه.

وتوحيد الأسماء والصفات داخل في توحيد الربوبية وهو جزء منه - وتوحيد الربوبية والألوهية تارة يذكران معا فيفترقان في المعنى، ويكون أحدهما قسيما للآخر كما في قوله تعالى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (٢) {مَلِكِ النَّاسِ} (٣) {إِلَهِ النَّاسِ} (٤) وتارة يذكر أحدهما مفردا عن الآخر فيجتمعان في المعنى كما في قول الملكين للميت في القبر: (من ربك؟) ومعناه: من إلهك، وكما في قوله: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا} (٥)، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} (٦)، وقوله: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} (٧).


(١) سورة الأنبياء الآية ٩٢
(٢) سورة الناس الآية ١
(٣) سورة الناس الآية ٢
(٤) سورة الناس الآية ٣
(٥) سورة الأنعام الآية ١٦٤
(٦) سورة فصلت الآية ٣٠
(٧) سورة الحج الآية ٤٠