للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكآية: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (١). ونحوهما.

٢ - وعرف الدسوقي الشهادة بأنها: " إخبار حاكم عن علم ليقضي بمقتضاه" (٢).

فقوله: " إخبار حاكم " من إضافة المصدر لمفعوله، أي إخبار الشاهد الحاكم.

وقوله: " عن علم " أي: إخبارا ناشئا عن علم لا عن ظن أو شك.

وهذا التعريف هو معنى قول بعضهم: الشهادة: إخبار بما حصل فيه الترافع وقصد به القضاء وبت الحكم، وأما الرواية فهي إخبار بما لم يحصل فيه الترافع، ولم يقصد به فصل القضاء وبت الحكم، بل قصد به مجرد عزوه لقائله (٣).

ويؤيد هذا القول بأن الخبر إما أن يقصد أن يترتب عليه فصل قضاء وإبرام حكم أو لا، فإن قصد به ذلك فهو الشهادة وإن لم يقصد به ذلك فإما أن يقصد به تعريف دليل حكم شرعي أو لا، فإن قصد به ذلك فهو الرواية وإلا فهو سائر أنواع الخبر (٤).


(١) سورة المسد الآية ١
(٢) الشرح الكبير بهامش حاشية الدسوقي ج ٤ ص ١٦٤.
(٣) حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ج ٤ ص ١٦٤، ١٦٥.
(٤) بلغة السالك ج ٢ ص ٣٢٢.