للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فغير صحيح، وقد أشار النووي إلى أن مرسل سعيد بن المسيب حجة (١).

٣ - وذهب الحنابلة إلى حجية الحديث المرسل، إلا أن صورته عند الحنابلة تختلف عن صورته عند جمهور الأصوليين.

قال أبو يعلى الفراء: " الخبر المرسل حجة ويجب العمل به وصورته أن يترك الراوي رجلا في الوسط مثل أن يروي التابعي عن النبي، أو يروي تابعي التابعي عن الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم " (٢).

٤ - وذهب أهل الحديث والإمام أحمد في رواية إلى أن المرسل ليس بحجة (٣). وقد تفرع على الاختلاف في حجية المرسل عدة أمثلة تطبيقية منها:

هل يجب القضاء على من أفسد صوم التطوع.

اختلف العلماء في هذه المسألة نتيجة لاختلافهم في حجية الحديث المرسل:

١ - فذهب الحنفية والمالكية إلى أن من صام متطوعا فأفطر فعليه قضاء ذلك اليوم واحتجوا بالحديث المرسل الذي رواه الزهري عن عائشة أنها قالت: «أهدي لحفصة طعام وكنا صائمتين فأفطرنا، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، إنا أهديت لنا


(١) النووي، المجموع ١/ ١٠٤ - ١٠٥.
(٢) أبو يعلى الفراء، العدة في أصول الفقه ٣/ ٩٠٦.
(٣) ابن النجار، شرح الكوكب المنير ٢/ ٥٧٦.