للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا المعنى كثيرة وهذا هو معنى لا إله إلا الله فإن معناها لا معبود حق إلا الله فهي تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله وتثبتها بحق لله وحده كما قال الله سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (١).

ثم ذكر سبحانه حق الوالدين وهو الإحسان إليهما وعدم عقوقهما، ثم نهى عن قتل الأولاد من أجل الإملاق وهو الفقر، وأخبر أنه سبحانه هو الذي يرزق الوالدين والأولاد

وكان من عادة بعض أهل الجاهلية قتل أولادهم خشية الفقر، فنهى الله عباده عن فعل ذلك لما فيه من الظلم والعدوان وسوء الظن بالله عز وجل، ثم نهى عن قربان الفواحش ظاهرها وباطنها وهي المعاصي كلها، ثم خص من ذلك قتل النفس بغير الحق لعظم هذه الجريمة وسوء عاقبتها أكثر من غيرها من المعاصي التي دون الشرك، ثم نهى عن قربان مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده، وذلك حين يبلغ ويرشد، ثم أمر بالوفاء بالكيل والميزان بالقسط وهو العدل، وذلك لما في بخس المكيال والميزان من الظلم والعدوان وأكل المال بالباطل، ثم أمر بالعدل في القول بعدما أمر بالعدل في الفعل، فقال سبحانه: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} (٢).

والمعنى أن العدل في جميع الأقوال والأفعال مع القريب والبعيد والحبيب والبغيض طاعة لله سبحانه وتنفيذا لحكمه، وضده هو الظلم في القول والعمل، ثم أمر عباده سبحانه بالوفاء بعهده الذي عهد إليهم في


(١) سورة الحج الآية ٦٢
(٢) سورة الأنعام الآية ١٥٢