للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأربعة دون غيرهم لعدم ضبط المذاهب الأخرى، وهم يرون أنه لا يوجد أحد يستحق مرتبة (الاجتهاد المطلق)، أما الاجتهاد في بعض المسائل فلا مانع عندهم. لذلك نجد للشيخ وبعض علماء الدعوة اجتهادات في بعض المسائل مع مخالفتها لمذهب الحنابلة كإرث الجد والأخوة فهم يقدمون الجد بالإرث ومثل جواز صلاة المنفرد خلف الصف. بل للشيخ اجتهادات أكثر تحررا مثل جعل دية المسلم ثمانمائة ريال بدل مائة ناقة وهكذا.

ولهذا يقرر كثير من الباحثين أن من أبرز معطيات دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب العودة بعلماء المسلمين إلى الاجتهاد في الفروع بعد أن كان ذلك معدوما أو شبه معدوم. وبعد: فتلك هي نظرة عامة على المبادئ الأساسية التي حرصت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على إقرارها، وهي كما رأينا مبادئ الإسلام بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وهذا ما قرره المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في تاريخه حينما أورد بعض رسائل علماء الدعوة المتضمنة بيان عقيدتهم فقال ما نصه " أقول: إن كان كذلك، فهذا ما ندين لله به أيضا وهو خلاصة لباب التوحيد وما علينا من المارقين والمتعصبين " (١).


(١) عبد الرحمن الجبرتي: عجائب الآثار في التراجم والأخبار ج٢ ص٥٩١ في حوادث محرم عام ١٢١٨هـ.