للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمبدع الكون، ثم يقدم تفسيرا لعلاقة الإنسان بالكون، ولعلاقته بأخيه الإنسان.

فثمة مهمة محددة للفكرة الحضارية المؤهلة لإطلاق طاقات الإنسان نحو فعل حضاري حركي إيجابي - أهمها بإيجاز:

١ - تقديم تفسير لعلاقة الإنسان بالإنسان (تشريعيا وأخلاقيا) وفي الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة حديث عن العقيدة الإسلامية والشريعة والأخلاق- وهو يستغرق حيزا كبيرا - موجها لتغطية هذا الجانب.

٢ - وتقديم تفسير لعلاقة الإنسان بالكون، وهل هي علاقة تسخير إذلالي أو هي علاقة تسخير فطري ودود، كما هي وجهة النظر الإسلامية، فالكون قد هيأه الله أصلا ليسخره الإنسان، وأعطاه العقل القادر - بعون الله - على التسخير.

٣ - تقديم تفسير لعلاقة الإنسان بخالق الكون، وواجبات الإنسان نحو خالقه وكيف يحقق عبوديته له، ويمثل جانب (العبادات) والشروط المطلوب توافرها في (المعاملات) وتوجيه (المعاملات) - أي التعاملات الدنيوية - إلى حيث يرضى الله ويحب يمثل هذان الجانبان أبرز الوسائل لأداء الإنسان واجبه نحو الله سبحانه وتعالى.

إن قيمة (الفكرة) في المصادر الإسلامية الأصلية لا نستطيع التعبير عنه - بتفصيل - في هذا البيان الوجيز، فهو مما يحتاج إلى بحث خاص، لكننا نقول: إن مرحلة الفكرة هذه عنصر أساسي في مرحلة الحضارة، والأفكار المطروحة قادرة على القفز بالأمم من كل مراحل السقوط، وعندما تسقط الحضارة في ذروة من التاريخ، وتكون الأفكار سليمة وموجودة على النمو الذي تتكفل به المصادر الإسلامية فإن