للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء) (١) ويعلق الشارح على هذا القول: (ولذلك الإمامية ذهبوا إلى أن الإمامة لا تصلح إلا لمن له منزلة النبوة) (٢).

هذه بعض عقائدهم المنحرفة والتي تجعل لهم اتجاها آخر ودينا يخالف دين المسلمين.

وأما الصوفية فقد ابتدعت تقديس الأفرد ورفع التكاليف عن بعض الناس كما أعادت إلى الأذهان تلك الطقوس الكنسية التي أفسدت الدين النصراني حيث اتخذت من البشر وسائط عند الله بها تقضى الحاجات وتغفر الزلات إلى عشرات أخرى من الانحرافات.

فأما دعوة سقوط التكاليف فإنهم يزعمون أن للإنسان درجة إذا وصل إليها سقط عنه التكليف.

قال ابن تيمية - رحمه الله -: (ومن هؤلاء - أي الصوفية - من يحتج بقوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (٣) ويقول معناها: اعبد ربك حتى يحصل لك العلم والمعرفة فإذا حصل ذلك سقطت العبادة، وربما قال بعضهم: اعمل حتى يحصل حال فإذا حصل لك حال تصوفي سقطت عنك العبادة) (٤).

ويقول عنهم كذلك: والغالبية في المشايخ قد يقولون: إن الولي محفوظ، والنبي معصوم، وكثير منهم إن لم يقل ذلك بلسانه فحاله حال من يرى أن الشيخ أو الولي لا يخطئ ولا يذنب) (٥).


(١) أصول الكافي ٣/ ٢٤١
(٢) أصول الكافي٣/ ٢٤٤
(٣) سورة الحجر الآية ٩٩
(٤) الفتاوى ١١/ ٤١٧.
(٥) منهاج السنة ١/ ٤٤.