للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالإعجام يقال: حضبت النار إذا خبت وألقيت فيها ما يشعلها من الحطب.

وقال الماوردي: وقرأ ابن عباس: (حضب جهنم) بالضاد معجمة، قال الكسائي: حضبت النار بالضاد المعجمة إذا أججتها فألقيت فيها ما يشعلها من الحطب (١).

فنلاحظ أن العز قد ضبط هذه القراءة ولم يبين أنها قراءة، بينما بينها الماوردي ونسبها إلى ابن عباس، وهي قراءة شاذة، وقد أوضحنا ذلك في تعليقنا على هذه الآية من تفسير العز.

٤ - قال تعالى: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} (٢). قال العز في تفسير هذه الآية: {صَوَافَّ} (٣) مصطفة أو قائمة تصف بين أيديها بالقيود أو معقولة، قرأ الحسن (صوافي) أي خالصة لله تعالى من الصفوة، ابن مسعود (صوافن) معقولة إحدى يديها فتقوم على ثلاث؛ صفن الفرس ثنى إحدى يديه وقام على ثلاث.

ففي هذا المثال ذكر العز ثلاث قراءات، الأولى قراءة الجمهور كما في المصحف، والثانية نسبها إلى الحسن، وهي شاذة وكذلك الثالثة (٤) وقد نسبها إلى ابن مسعود. وبين معاني هذه القراءات ذاكرا الخلاف في ذلك، ومن هذا يتضح أنه قد يشير إلى القراءة وينسبها ولكنه قليل، وقد قمت بتوثيق القراءات التي ذكرها ونسبتها إلى من قرأ بها، وبينت حكمها من حيث الصحة والشذوذ.


(١) راجع: تفسيره [٣/ ٦٢]
(٢) سورة الحج الآية ٣٦
(٣) سورة الحج الآية ٣٦
(٤) راجع: تعليقنا على هذه الآية من تفسير العز