للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقوله: هذا أصح، أو أصوب، أو أظهر، أو أشبه، ويرد بعض الأقوال بقوله: وهذا شاذ، أو غير ظاهر أو بعيد، ولا يوجه ما يقول إلا نادرا ولذا لم تبرز شخصيته في تفسيره، وإليك أمثلة تبين ذلك:

١ - قال تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} (١).

قال العز: {فَأَشَارَتْ} (٢) إلى الله تعالى، فلم يفهموا إشارتها، أو إلى عيسى على الأظهر، ألهمها الله - تعالى - ذلك (٣) بأنه سيبرئها، أو أمرها به.

فالعز ذكر في مرجع الضمير في (إليه) قولين أحدهما أنه يعود إلى الله تعالى، والثاني أنه يعود إلى عيسى عليه السلام، وقد رجح القول الأخير تبعا للماوردي (٤). لأنه هو الظاهر من كلام وسياق الآيات، أما القول الأول فبعيد ولا دليل في الكلام عليه. راجع تعليقنا على هذه الآية من تفسير العز.

٢ - قال تعالى: {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} (٥).

قال العز في تفسير هذه الآية سلام توديع وهجر، أو سلام إكرام وبر، قابل جفوته بالإحسان رعاية لحق الأبوة وهو أظهر.

٣ - قال تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} (٦).


(١) سورة مريم الآية ٢٩
(٢) سورة مريم الآية ٢٩
(٣) هكذا في الأصل بياض بمقدار كلمتين
(٤) راجع: تفسير الماوردي (٢/ ٥٢٤)
(٥) سورة مريم الآية ٤٧
(٦) سورة الأنبياء الآية ٧٩