للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالماوردي لأنه بصدد الاختصار، كما أنه قد يشير إلى بعض الوجوه النحوية وإليك أمثلة توضح المقصود.

الوجه الأول: أمثلة على بيان لأصول بعض الكلمات واشتقاقها:

١ - قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} (١).

قال العز في معنى: {سَرِيًّا} (٢) عيسى، السروات: الأشراف، أو السري: النهر بالنبطية، أو بالعربية من السراية لأن الماء يسري فيه، قيل: يطلق السري على ما يعبره الناس من الأنهار وثبا. فلاحظ بيانه لمعنى السروات، وهم الأشراف وبيانه بأن السري (النهر مأخوذ من سراية الماء فيه)، وبيانه بأن (السري) يطلق على النهر الصغير الذي يعبره الناس وثبا، فهذه معان دقيقة عبر عنها بعبارة وجيزة واضحة.

٢ - قوله تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} (٣).

قال العز في معنى: {لُدًّا} (٤) فجارا، أو أهل لجاج وخصام من اللدود للزومهم الخصام كما يحصل اللدود في الأفواه، أو الجدل في الباطل من اللدد وهو شدة الخصومة. فيلاحظ أنه فسر لدا بأنهم أهل لجاج وخصام على أن لدا مشتق من اللدود وهو ما سقي الإنسان في أحد شقي الفم. أو أنه مأخوذ من اللدود وهو شدة الخصومة، فبين أن اشتقاق هذه الكلمة محتمل لأمرين والمعنى واحد. راجع: تعليقنا على هذه الآية من تفسير العز.


(١) سورة مريم الآية ٢٤
(٢) سورة مريم الآية ٢٤
(٣) سورة مريم الآية ٩٧
(٤) سورة مريم الآية ٩٧