للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال جل جلاله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (١).

فالآية تخبرنا - وهي قول أصدق القائلين - بأن كتاب الله تعالى يهدي إلى الحالة التي هي أقوم الحالات، وإلى الطريقة التي هي أعدل الطرق، وهي طريقة الإيمان بالله تعالى، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، والإيمان برسل الله، والإيمان بكتبه، والإيمان بالملائكة، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقضاء والقدر، والعمل بطاعة الله، وقد أكد الله تبارك وتعالى لعباده هذا المعنى حين قال عن كتابه: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} (٢) {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} (٣).

إن الإيمان والاستقامة هما دعامتا الإسلام، وهما مصدر كل خير، فالإيمان بالمولى تبارك وتعالى نور في القلب، وحكمة في النفس، وعفة للجوارح، والاستقامة هي مظهر الإيمان وميزانه ونتيجته، فلا إيمان لمن لا يستقيم في حياته وسلوكه، ولا استقامة لمن لا إيمان في قلبه.

عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: «قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال: قل: آمنت بالله ثم استقم (٤)» رواه مسلم.


(١) سورة الإسراء الآية ٩
(٢) سورة التكوير الآية ٢٧
(٣) سورة التكوير الآية ٢٨
(٤) صحيح مسلم الإيمان (٣٨)، سنن الترمذي الزهد (٢٤١٠)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٧٢)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤١٣)، سنن الدارمي الرقاق (٢٧١٠).