للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال تعالى في النهي عن إضاعة المال: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} (١) الآية.

نهى الله جل وعلا في هذه الآية عن إعطاء الأموال للسفهاء؛ لأنهم يصرفونها في غير مصارفها فدل ذلك على أن صرفها في غير مصارفها أمر منهي عنه، وقال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (٢). وقال: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (٣) {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (٤).

والإسراف الزيادة في صرف الأموال على مقدار الحاجة، والتبذير صرفها في غير وجهها. وقد ابتلي الناس اليوم بالمباهات في المآكل والمشارب خاصة في الولائم وحفلات الأعراس، فلا يكتفون بقدر الحاجة وكثير منهم إذا انتهى الناس من الأكل، ألقوا باقي الطعام في الزبالة والطرق الممتهنة.

وهذا من كفر النعمة وسبب في تحولها وزوالها، فالعاقل من يزن الأمور بميزان الحاجة، وإذا فضل شيء عن الحاجة، بحث عن من هو في حاجته، وإذا تعذر ذلك وضعه في مكان بعيد عن الامتهان؛ لتأكله الدواب ومن شاء الله ويسلم من الامتهان، والواجب على كل مسلم أن يحرص على تجنب ما نهى الله عنه، وأن يكون حكيما في تصرفاته مبتغيا في ذلك وجه الله شاكرا لنعمه، حذرا من التهاون بها وصرفها في غير مصارفها، قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (٥) وقال عز وجل: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} (٦).

وأخبر سبحانه أن الشكر يكون بالعمل لا بمجرد القول فقال سبحانه: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (٧).


(١) سورة النساء الآية ٥
(٢) سورة الأعراف الآية ٣١
(٣) سورة الإسراء الآية ٢٦
(٤) سورة الإسراء الآية ٢٧
(٥) سورة إبراهيم الآية ٧
(٦) سورة البقرة الآية ١٥٢
(٧) سورة سبأ الآية ١٣