للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، خرجه أبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم.

فيجب على المسلمين أن يخرجوا هذه الزكاة قبل العيد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإخراجها قبلها، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون ذلك، وبذلك يعلم أنه لا مانع من إخراجها في اليوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين والثلاثين وليلة العيد وصباح العيد قبل الصلاة؛ لأن الشهر يكون ثلاثين ويكون تسعة وعشرين، كما صحت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ولا يجوز إخراج القيمة في قول أكثر أهل العلم؛ لكونها خلاف ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم. وقد قال الله عز وجل: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (١). وقال سبحانه: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٢).

ولا مانع من دفعها للمجاهدين الأفغان طعاما لا نقودا؛ لما ذكرنا من الأدلة على منع إخراج القيمة. . والله ولي التوفيق.

س٢: بمناسبة ليلة القدر نود من سماحتكم التحدث لعامة المسلمين بهذه المناسبة الكريمة.

ج: ليلة القدر هي أفضل الليالي وقد أنزل الله فيها القرآن، وأخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر وأنها مباركة، وإنه يفرق فيها كل أمر حكيم.


(١) سورة النور الآية ٥٤
(٢) سورة النور الآية ٦٣