للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنفذت جيش أسامة، كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - " (١).

ورجع أسامة بنفسه إلى أبي بكر الصديق وقال له: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثني وأنا على غير حالكم هذه، وأنا أتخوف أن تكفر العرب، فإن كفرت كانوا أول من يقاتل، وإن لم تكفر مضيت، فإن معي سراة الناس وخيارهم ... فقال أبو بكر: "والله لأن تخطفني الطير أحبَّ إليَّ من أن أبدأ بشيء قبل أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (٢).

لقد كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -، يريد أن يعلِّم المسلمين أهمية الطاعة وضرورة التحلي بالضبط المتين، فطبّق ذلك على نفسه أولاً ملتزماً بالطاعة إلى أقصى الحدود، حتى يستطيع مطالبة غيره بالطاعة.

وكانت بعثة أسامة العنوان الأول لسياسةٍ عامة في الدولة الإسلامية، هي في ذلك الحين خير السياسات. كان قوام تلك السياسة، طاعة ما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت الطاعة -جد الطاعة- مناط السلامة وعصمة المعتصمين من الخطأ الأكبر في ذلك الحين.

وحيث يكون التمرُّد هو الخطأ الأكبر، فالطاعة - بل الطاعة الصارمة - هي العصمة التي ليس من ورائها اعتصام.

وقد كان التمرد هو الخطر الأكبر في ذلك الحين لا مراء!.

كان النفاق يطلع رأسه في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكانت


(١) ابن الأثير ٢/ ١٢٧.
(٢) طبقات ابن سعد ٤/ ٧٤.

<<  <   >  >>