للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكنيستين الشرقية والغربية، وطلب إليه أن يرسل مَن ينفِّذ ذلك، واستعجله في إرسال المعونة والنجدة. ولم يكن موقف ملوك الغرب وأمرائه تجاه القسطنطينية في هذه المرة خيراً من موقفهم من قبل، فقد شغلتهم منازعاتهم ومشاكلهم الخاصة عن تلبية استغاثة قسطنطين، وكان للاختلافات الطائفية بين الكنيستين الشرقية والغربية أثر في سكوت حكام الغرب عن نجدة البيزنطيين.

ومع ذلك بدأت قوات رمزية بسيطة ترد إلى القسطنطينية، قد لا يكون لها أثر مادي على سير المعركة، ولكن كان لها أثر معنوي لا شكَّ فيه، خاصة في سكان المدينة الذين استبدَّ بهم الخوف والهلع من مصيرهم المرتقب.

فقد جاءت سفينتان من البندقية استطاعتا أن تمرقا إلى البسفور

وتلقيا مراسيهما في القرن الذهبي.

وجاء الكاردينال (إيزيدور) مبعوث بابا روما ومعه مئتا مقاتل لنجدة المدينة ولإتمام توحيد الكنيستين الشرقية والغربية، وتبعته ثماني سفن من جزيرة (كريت) تحمل النبيذ للمحاصَرين.

ثم جاء المغامر الجنوي (جون جستنيان) (١) على سفينة محمَّلة بالمؤن والذخائر، ومعها سفينة أخرى، وكان معه سبعمئة مقاتل. وقد استقبله الإمبراطور استقبالاً رائعاً وعيَّنه قائداً عاماً للقوات المدافعة عن القسطنطينية.


(١) وصل القسطنطينية في ١٨ محرَّم سنة ٨٥٧ هـ (٢٩ يناير ١٤٥٣ م).

<<  <   >  >>