للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتجارب الشخصية، ولكن لماذا لا نقوم بسفرات إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج والعمرة، ولو مرة واحدة في القطر كله في كل عام؟؟ أليس من الغريب أن يشرّق التلاميذ والطلاب ويغرّبوا في سفراتهم المتعددة الكثيرة، ولا يزوروا الديار المقدسة للحج والعمرة؟! لقد سافرت إلى الحج حين كنت في السنة الثالثة من المدرسة المتوسطة (١) وكنت يومها في الخامسة عشرة من عمري، مع جماعة من التلاميذ والمدرسين والأساتذة ورجال التعليم في العراق، بمناسبة افتتاح الطريق البري (طريق بغداد - النجف - حائل - المدينة المنورة - مكة الكرمة) عام (١٩٣٥م)، وهو الطريق البري القديم الذي يسمى بطريق: السيدة زبيدة زوج الخليفة هارون الرشيد والذي هجر بعد سقوط مدينة بغداد بيد التتار بقيادة هولاكو، فأثَّر سفري إلى الديار المقدسة في نفسي تأثيراً لا تمحوه الأيام، ووجّهني إلى طريق الخير والسداد والنور، وكان تأثيره ولا يزال في نفسي عظيماً.

فلماذا لا نكرر هذه التجربة على أكبر عدد ممكن من التلاميذ والطلاب والأساتذة والمدرسين ورجال التعليم وغيرهم؟؟!!.

ثالثاً: إن مناهج التربية والتعليم في البلاد العربية والإسلامية قد وضعت من خبراء الاستعمار المختصين في التربية القائمة على أساس علم النفس من أجل تحقيق المصالح المادية للمستعمرين، فكوَّنوا الأجهزة التربوية التي تنهض بهذا الهدف التخريبي، بحيث ينشأ الطفل


(١) هي المدرسة الإعدادية كما يطلق عليها في مصر.

<<  <   >  >>