للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا لم يَكُنْ للفَضْلِ ثَمّ مَزِيّةٌ ... على النّقص فالوَيلُ الطويلُ من الغَبنِ

وقوله: كان شوطهم وراء خطوي ... البيت يشبه قول هشام الرقاشي (١): (من البسيط)

تقدَّمَتْنِي أُناسٌ ما يكونُ لهم ... في الحقِّ أنْ يلجُوا الأَبْوابَ مِنْ دونِي

هذا جَزاءُ امرئٍ أقرانُه درَجُوا ... من قَبْلهِ فتمنَّى فُسحةَ الأجلِ

اللغة: الجزاء: معروف، والقرين: الصاحب، [الأجل] مدة الأجل، وغاية العمر.

الإعراب: هذا: اسم إشارة في موضع رفع بالابتداء، والإشارة إلى ما قدّنه من تقدِّم غيره عليه، أقرانه درجوا: مبتدأ وخبر، من قبله: يحتمل من هذه أن تكون زائدة، وأن تكون ظرفية، فتمنى: الفاء للتعقيب، فسحة: مفعول به، والأجل: مضاف إليه.

المعنى: هذا الذي أنا فيه من الغربة، والفقر، والعطلة، والانفراد، وتقدّم الأراذل جزاء رجل درجت أقرانه قبله، وإخوانه، وتمنى الحياة بعدهم: (من الكامل)

ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم ... وَبَقيتُ في خَلْفٍ كَجِلدِ الأَجرَبِ (٢)

حُكيَ أنَّ بعض الأرقَّاء كان عند سيد يأكل الخاص، ويطعمه الخشكار، فطلب البيع [فباعه] لرجل يأكل الخشكار، ويطعمه النخالة، [فطلب البيع] فباعه واشتراه من يأكل النخالة، ولا يطعمه شيئا، فطلب البيع، فباعه واشتراه مَن لا يأكل شيئا، وحلق رأسه، وكان في الليل يجلسه، ويضع السراج على رأسه بدلا من المنارة، فأقام عنده، ولم يطلب البيع، فقال له النخَّاس: لأي شيء رضيت بهذه الحالة عند المالِك، فقال: [أخاف] أن يشتريني في هذه / المرة مَنْ يضع الفتيلة في عيني عوضا عن السراج، ولله درُّ القائل (٣): (من السريع) [٦٣ أ]

كنا إِذا جئنا لمنْ قبلكم ... أنصفَ في الترحيبِ بعدَ القيامْ

والآنَ صِرْنا حينَ نأتيكمُ ... نقنعُ منكم بلطيفِ الكلامْ

لا غيَّرَ اللهُ بكمْ خشيةً ... من أن يجي من لا يرُدّ السلامْ

وإنْ عَلانِيَ مَنْ دُونِي فلا عَجَبٌ ... لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمس عن زُحَلِ

اللغة: علا: ارتفع، دوني: أي أنقص منه رتبة، والعجب: استغراب النفس الشيء، والأسوة: ما يتأسّى به الحزين، انحطاط: النقص، والشمس: معروفة، وزحل: كذلك.


(١) البيت في الغيث المسجم ٢/ ٢١٠
(٢) للبيد، ديوانه، ص ٢٦.
(٣) لبدر الدين يوسف مهمندار العرب، كذا في الغيث المسجم ٢/ ٢٢٢ ـ ٢٢٣، ولكنه قال مهندار، وهو خطأ، والتصويب من معاهد التنصيص، ص ١٩٢٥/ (م)، أعيان العصر، ص ٦٣٣٤/ (م)، فوات الوفيات، ٤/ ٣٤٩، الدرر الكامنة، ص ٣٥٣٢/ (م) النجوم الزاهرة، ص ٧٧٣٠ (م)
مهمندار العرب: يوسف بن سيف الدولة بن زماخ بالزاي والميم المشددة والخاء المعجمة بعد الألف الحمداني المهمندار؛ شيخ متجند، توفي بعد الثمانين والستمائة.

<<  <   >  >>