للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

/ وقال آخر (١): (من الكامل) ... [٦٥ أ]

الدهر لا ينفك عن حدثانه ... والمرء منقاد لحكم زمانه

فدع الزمان فانه لم يعتمد ... لجلالة أحداً ولا لهوانه!

كالمزن لم يخصص بنافع صوبه ... أفقا ولم يخش أذى طوفانه

لكن لباريه بواطن حكمةٍ ... في ظاهر الأضداد من أكوانه

وقال [أبو] الخوارزمي (٢): (من الرجز)

ما أثقل الدهر على من ركبه ... حدثني عنه لسان التجربهْ!

لا تحمدن الدهر لشيء سببه ... فانه لم يتعمّد بالهِبهْ

وإنّما أخطأ فيك مذهبه ... كالسيل إذ يَسقي مكاناً أخربه!

وقال إبراهيم بن العباس الصولي (٣): (من الكامل)

وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ بها الفَتى ... ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ

كَمُلَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها ... فُرِجَت وَكُان أيظُنُّها لا تُفرَجُ

وقال القاضي شمس الدين بن خلكان: يقال: ما رددها من نزلت به نازلة إلاّ فرّج الله عنه، وقال آخر (٤): (من مجزوء الكامل)

كن عن همومك معرضاً ... وكِلِ الأمورَ إلى القضا

وابشِرْ بخيرٍ عاجلٍ ... تنسى به ما قد مضى

فلرُبَّ أمرٍ مُسْخِطٍ ... لك في عواقِبه رضا

الله يفعل ما يشاء ... فلا تكن متعرضا

أعدى عدوِّكَ أدنى من وَثِقْتَ به ... فحاذرِ الناسَ واصحبهمْ على دَخَلِ

[اللغة] (٥) العدو: معروف، أدنى: أقرب، وثقت: ائتمنت، والمحاذرة: التحرُّز، والدخل: المكر والخديعة، قال تعالى: [وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ] (٦).

الإعراب: أعدى: في موضع رفع بالابتداء، عدوك: مجرور بالإضافة، أدنى: أفعل تفضيل من الدنو، وهو خبر المبتدأ، مَنْ: موضعها خبر لإضافتها إلى أدنى، وهو نكرة موصوفة، والجار والمجرور / على دخل في موضع الحال، أي اصحبهم مخادعاً. [٦٥ ب]


(١) الأبيات في الغيث المسجم ٢/ [٢٩٣ ب] لا عزو.
(٢) الأبيات في الغيث المسجم ٢/ [٢٩٤ ب] لا عزو.
(٣) نسبت هذه الأبيات للإمام الشافعي، وهي في ديوانه / (م).
(٤) الأبيات في الغيث المسجم ٢/ [٢٩٦ ب] لا عزو
(٥) زيادة يقتضيها المنهج الذي اتّبعه المختصِر.
(٦) النحل ٩٤

<<  <   >  >>