للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال النمر بن تولب (١):

فإن تك أثوابي تَمزقن عن فتى فاني كنصل السيف خلق الغمد

وقال لبيد بن ربيعة (٢): (من الطويل)

فَأَصبَحتُ مِثلَ السَيفِ أخلَقَ جَفنَهُ ... تَقادُمُ عَهدَ القَينِ وَالنَصلُ قاطِعُ

فلهذا قال الناظم ما قاله بمعنى أنني ببغداد، بهذه الحالة من الفقر، واجتناب الناس؛ لخلو ذات يدي، وأنا من الفضل والعلم والأدوات بمحل أسنى، ومع ذلك لا يعبأ بي، ولا ينظر إلى ذاتي من حيث هي كالسيف المُعرَّى من الحلية، وإنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه، إذ هما ذات، والمال عرض زائل عنها، قال الشاعر (٣): (من البسيط)

تَسلََّّ عن كلّ شيء بالحياة فقد ... يهون عند بقاء الجوهر العرَضُ

وقال المعري في المعنى (٤): (من الوافر)

وأنتَ السيْفُ إنْ تَعْدَمْ حُلِيّاً ... فلم يُعْدَمْ فِرنْدُكَ والغِرارُ

وليس يَزيدُ في جَرْي المَذاكي ... ركابٌ فوقَه ذَهَبٌ مُمَارُ

/ورُبّ مُطَوَّقٍ بالتّبِر يكْبُو ... بفارسِه وللرَّهَج اعْتِبارُ ... [١٣ أ]

وزَنْدٍ عاطِلٍ يَحْظى بمَدْحٍ ... ويُحْرَمُه الذي فيه السّوارُ

وقول الناظم ما قال مأخوذ من قول مسلم بن الوليد (٥): (من الطويل)

وَبايَنتُ حَتّى صِرتُ لِلبينِ راكِباً ... قَرى العَزمِ فَرداً مِثلَ ما اِنفَرَدَ النَصلُ

ولابن سناء الملك (٦) يرثي جماعة من أبيات: (من الرجز)

تلك قبورٌ بُنيت بهدمي ... لم تُبْنَ إِلاَّ بدَمِي ولَحْمِي

مَناظرٌ كما رأَيتَ تُعْمِي ... وعِشْتُ مِنْ بَعدِهم بِرَغْمي

كالسيفِ في الوحدةِ لا كالسَّهم في فقرِ صُوفِيٍّ وذُلَّ ذِمي

فلا صديقَ إليه مشتكَى حزَنِي ... ولا أنيسَ إليه منتَهى جذلي

اللغة: الصديق: هو الصادق في المودة، الرجل صديق، والمرأة صديقة، الجمع أصدقاء، قد يقال للواحد والجمع، والمذكر والمؤنث: صديق، قال الشاعر (٧): (من الطويل)

نصبْنَ الهَوى ثُمَّ اِرتَمَينَ قُلوبنا ... بأعين أعداءِ وَهن صَديق

ومن هنا اختلس أبو نواس معناه في قوله (٨): (من الطويل)


(١) شعر النمر بن تولب، ص ١٢٦ (ما نسب للنمر وغيره من الشعراء) والرواية فيه: تمزقن عن بلىً.
(٢) ديوان لبيد، ص ٨٢، وفيه ـ تغيَّر جفنه، والقين: الحداد.
(٣) للنسابة الحلبي: الأشرف بن الأعز، الوافي بالوفيات، ص ٧٠٥٨/ (م).
(٤) ديوان سقط الزند، ص ١٣٣ ـ ١٣٤
(٥) ديوانه / (م)
(٦) ديوانه / (م)
(٧) لنصيب بن رباح، ديوانه / (م).
(٨) ديوانه، ص ٣٩٤

<<  <   >  >>