للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الأرجاني (١): (من الطويل)

وإنّي لأرعاكُمْ على القُرْبِ والنَّوى ... وأذْكُرُكمْ بينَ القَنا والقنابل

وقال ابن مطروح (٢): (من الكامل)

ولقد ذكرتك والرماح لوامع ... من حولنا والسمهرية شرع

وعلى مكافحة العدو ففي الحشا ... شوق إليك / تضيق عنه الأضلع [٥١ أ]

ومن الصبا وهلم جرا شيمتي ... حفظ الوداد وكيف عنه أرجع

وقال الشريف البياضي (٣): (من الكامل)

ولقد ذكرتك والطبيب معبس ... والجرح منغمس به المسبارُ

وأديم وجهي قد فراه حديده ... ويمينه حذراً عليَّ يسارُ

فشغلتني عما لقيتُ وإنه ... لتضيق منه برحبها الأقطارُ

وقال صفي الدين الحلي (٤): (من الكامل)

وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالسُيوفُ مُواطِرٌ ... كَالسُحبِ مِن وَبلِ النَجيعِ وَطَلِّهِ

فَوَجَدتُ أُنساً عِندَ ذِكرِكِ كامِلاً ... في مَوقِفٍ يَخشى الفَتى مِن ظِلِّهِ

حبُّ السلامةِ يَثْني همَّ صاحِبه ... عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِ

اللغة: الحب قد تقدّم، السلامة: الرفاهية، يثني: يعطف ويكف، والهم: العزم، والإغراء: الولوع بالشيء، والمرء: الرجل، والكسل: التثاقل عن الشيء لأمر.

الإعراب: حب السلامة: مبتدأ، ومضاف، وخبره يثني، همّ: مفعول به، وصاحبه: مضاف إليه، عن المعالي: معناه التجاوز، ويغري: الواو عطف الفعل على الفعل، المرء: مفعول، بالكسل: الباء فيه للتعدية.

المعنى: يقول لصاحبه: حبّ السلامة يعطف عزم صاحبه عن اكتساب المعالي، ويُغري الإنسان بالكسل، كأنه لمَّا عرض على صاحبه المرافقة إلى الحيّ الذي وصفه، وجده


(١) ديوانه (م).
(٢) الأبيات في ديوان الصبابة، ص ٤٧٧ (م)، وفي زهر الأكم في الأمثال والحكم، ص ١٠٧٦ ـ ١٠٧٧ (م)، وفي نفحة الريحانة ص ٣١٧٨ (م).
(٣) الأبيات في الغيث المسجم ٢/ ٤٠ ـ ٤١، وفي ديوان الصبابة، ص ٤٧٧ـ ٤٧٨ (م).
(٤) المكتوب في المخطوطة: وقال الشهاب محمود، ويبدو أن المختصر قد انصرف نظره إلى أبيات صفي الدين الحلي، وهي تأتي بعد أبيات الشهاب محمود في الغيث المسجم فظنها للشهاب محمود، الغيث المسجم ٢/ ٤١، أمَّا أبيات الشهاب محمود فهي:
ولقد ذكرتك والسيوف لوامع ... والموت يرقب تحت حصن المرقب
والحصن في شفق الدروع تخاله ... حسناء ترفل في رداء مذهب
سامي السماء فمن تطاول نحوه ... للسمع مسترقاً رماه بكوكب
والموت يلمع بالنفوس خاطري ... يلهو بطيب ذكرك المستعذب
وانظر ديوان صفي الدين الحلي، ص ٤٠٧.

<<  <   >  >>