للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أتباع الكنائس الأخرى (١).

ومن الباحثين من يرى أنَّ الهدف الديني هو الأساس الباعث للجهود التَّنصيريَّة، ويستدل على ذلك باستقراء عمل بعض البعثات التَّنصيريَّة كالإرسالية الأمريكية التي عملت في الخليج قرابة أربع وثمانين سنة (من عام ١٨٨٩م إلى عام ١٩٧٣م) بقيادة صموئيل زويمر (٢). فيرى أنَّ هذه الإرسالية كان هدفُها إدخالَ سكان الجزيرة العربية في النَّصرانيَّة (٣).

وهناك من يذكر الهدف الاقتصادي؛ بالتكسب من بيع الأناجيل ونحوها، أو العمل التجاري المعفى من الضرائب الجمركية (٤).

ومن الأهداف التي تذكر؛ الهدف الشخصي، حين يسعى المنصِّر إلى إثبات ذاته، والتعالي على أقرانه.

ومنها السعي للحيلولة دون وصول الدعوة الإسلاميّة إلى النّصارى، أو إلى غيرهم من سائر الأمم، حتى يقف المد الإسلامي من جهة، وتزول العقبة الكبرى أمام تنصير بلدان كثيرة في القارة الإفريقية وغيرها (٥).

ويرى الباحث أنَّ للتنصير أهدافاً عدة، وأنَّ المقدَّمَ منها يعود إلى اعتبارات الزمانِ، والمكانِ، والقائمِ بالعمل التَّنصيري، والفئةِ المستهدفَة.

ففي الحقبة التي تلت الحروب الصليبية، وهجمة احتلال البلاد الإسلاميّة (المسمّاة


(١) من أصحاب هذا الرأي مصطفى خالدي وعمر فروخ؛ انظر كتابهما: التَّبشير والاستعمار، ص٣٤ - ٣٨. وكذا أحمد عبد الوهاب؛ انظر كتابه: حقيقة التَّبشير بين الماضي والحاضر، ص١٥٦.
(٢) هو رئيس إرسالية التَّنصير العربيّة في البحرين، ورئيس جمعيات التَّنصير في الشرق الأوسط، وأحد أكبر أعمدة التَّنصير في العصر الحديث، ويسميه محبوه "الرّسول إلى الإسلام". أنشأ مجلة العالم الإسلامي الإنجليزيّة سنة ١٩١١م، وله العديد من الكتب عن الإسلام، وتوفي سنة ١٩٥٢م. انظر: الموسوعة الميسرة ٢/ ٦٦٦ - ٦٦٧، وانظر: موسوعة ويكيبيديا، مفردة: صموئيل مارينوس زويمر.
(٣) رجح هذا الرأي عبد المالك التميمي في كتابه التَّبشير في منطقة الخليج العربي، ص٤٢. وانظر: أصول التَّنصير في الخليج العربي؛ كوني زيجلر، ص١٣١.
(٤) انظر: التَّنصير ومحاولاته في الخليج العربي؛ عبد العزيز العسكر، ص٢٨.
(٥) انظر: الغارة على العالم الإسلامي؛ شاتليه، ترجمة الخطيب واليافي، ص١٥.

<<  <   >  >>