للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الوسائل غير المباشرة فهي ما يكون عبر التطبيب، أو التعليم، أو المطبوعات، أو الوسائل الإعلامية، أو الخدمات الاجتماعية، أو المؤتمرات والمراكز التَّنصيريَّة، أو غيرها (١).

ويرى الباحث أنّ أهم الوسائل التي نُشِر التَّنصير عبرها هي خمس وسائل:

الوسيلة الأولى: الخدمات الطبيّة

حينما تذهب الإرسالية التَّنصيريَّة إلى بلد لا يوجد فيه طبيب واحد؛ لتعرض تقديم الخدمات الصحيّة؛ فإنّ حاجة النّاس ستجعلهم يتقبلون هذا الزائر ويتعاملون معه (٢).

وبهذا المدخل وجدت البعثات الطِّبيّة ترحيباً بها في أوساط المجتمعات الأخرى. ومع مرور الوقت تشكلت قناعة المنصِّرين بأنّ هذه الوسيلة يجب أنْ تُعطى الأولوية، وتكاثرت أقوالهم في تأييد هذا التّوجه، ولا سيَّما وهم يرون في ذلك سيراً على نهج المسيح - عليه السلام - وتلامذته من بعده، في تقديم العلاج للمرضى.

ولهذا يقول صموئيل زويمر: "إنَّ جميع العاملين في ميدان التَّبشير في الجزيرة العربية متفقون على أن الطبيب القدير والجراح الماهر يحمل جوازاً يفتح الأبواب المغلقة" (٣).

وهكذا قام المنصرون بإنشاء المستشفيات، والمراكز الصحية الثابتة والمتنقلة، وتزويدها بالأطباء والممرضين والفنيين من الجنسين ممن تم تأهيله سلفاً للعمل التَّنصيري.

ولهذا نجدهم في المؤتمرات يوصون بالتركيز على العمل الطبي (٤).

الوسيلة الثانية: الخدمات التعليميّة

تؤكد أقوال كثير من المنصِّرين على أنَّ التعليم هو أحد أهم الوسائل التي استخدمت في


(١) وهذا التقسيم ليس على إطلاقه؛ فوسيلة الشّبكة العالميّة يمكن أن يمارس فيها التَّنصير بشكل مباشر، وذلك بالتقنيات التي تتيح اللقاء المباشر بالصوت والصورة بين المنصِّر وبين من يُريد دعوته.
(٢) وهذا ما حدث في البحرين مثلاً سنة ١٨٩٢م. انظر: أصول التَّنصير في الخليج العربي؛ زيجلر، ص٣٥.
(٣) انظر: التَّبشير في الخليج العربي؛ عبدالمالك التميمي، ص٧٦.
(٤) أوصى المنصِّر هاربر في مؤتمر القاهرة التَّنصيري عام ١٩٠٦م بوجوب الإكثار من الإرساليات الطبية لأنَّ رجالها يحتكون دائماً بالجمهور ويكون لهم تأثير على المسلمين أكثر مما للمنصرين الآخرين. انظر: الغارة على العالم الإسلامي؛ شاتليه، ترجمة الخطيب واليافي، ص٢٣.

<<  <   >  >>