للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحسن أن نشير هنا إلى محاولة ملفتة للنظر، قام بها المنصر أنيس شروش (١)، حين ألف كتابه "الفرقان الحق" (٢)، زاعماً أنّه يُعارض القرآن، بل هو خيرٌ منه.

والقارئ لهذا الكتاب لا يجد فيه إلا جملاً من القرآن الكريم، تلاعب بها تقديماً وتأخيراً، وتحريفاً وتبديلاً، في صورة متهافتة، يُغني سقوطها عن إسقاطها (٣).

ونخلص من كل ما تقدم إلى أنّ القرآن معجزة خالدة لم يوجد -ولا يمكن أن يوجد- من يقدر على معارضتها.

يقول شيخ الإسلام - رحمه الله -: «وكون القرآن أنّه معجزةٌ ليس هو من جهة فصاحته وبلاغته فقط، أو نظمه وأسلوبه فقط، ولا من جهة إخباره بالغيب فقط، ولا من جهة صرف الدّواعي عن معارضته فقط، ولا من جهة سلب قدرتهم على معارضته فقط، بل هو آيةٌ بيّنةٌ معجزةٌ من وجوهٍ متعدّدةٍ: من جهة اللّفظ، ومن جهة النّظم، ومن جهة البلاغة في دلالة


(١) هو نصراني عربي، ولد في فلسطين، ثم انتقل منها إلى الأردن، ثم إلى أمريكا، حيث درس اللاهوت والفلسفة. له جهود تنصيريّة تمثلت في رحلاته إلى أكثر من ستة وسبعين بلداً، وكذا عقد المؤتمرات والمحاضرات، ونشر المؤلفات. وقد عُرف عنه حقده الشديد على الإسلام والقرآن والنبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين. انظر: الانتصار للقرآن، صلاح الخالدي، ص٢٣ - ٢٦.
(٢) كَتَبَه المؤلف باللغة العربية، ثم ترجمته زوجته إلى الإنجليزية. وقد أمضى في تأليفه سبع سنين، وضمّنه سبعاً وسبعين سورة. طُبع عدة طبعات، ونشر على نطاق واسع على الشبكة العالميّة. انظر: المرجع السابق، ص١٠.
(٣) اقرأ للتمثيل سورة الإعجاز، حيث يقول: «١ ولو أرسلناه لأيدناه إذ سأله أتباعه آية فوعدهم وأخلف وعده وما يعد المفترون إلا غرورا ٢ فرقان حق صنو الإنجيل الحق الذي كلمنا به آباءكم وذكرى للمدكرين ٣ وما نوحي إلى رسلنا الصادقين إلا المحبة والرحمة والسلام والإخاء بين عبادنا أجمعين وهذا إعجاز للمفترين ٤ وما أوحينا لغواً سجعاً خاوياً إلا من الكفر كالقبور المشيدة خارجها زخرف يسر الناظرين وباطنها جيف تعج بأنواع السموم ٥ وما نرسل من رسول إلا لخير عبادنا يهديهم صراطنا المستقيم وأما من أغواهم وأظلهم فهو رسول شيطان رجيم ٦ فصراطه عوج وإعجازه عجمة ونوره ظلمة فلا تتبعوه ولا تنصتوا له واتخذوه مهجورا ٧ فمن افتراه فعليه إجرامه وعلينا جزاء المجرمين ٨ ولا يزال الذين كفروا في مرية من الفرقان الحق حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب مقيم ٩ ومن الناس من يجادل فيه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ١٠ ويتبع كل شيطان مريد يضله ويهديه إلى عذاب الجحيم».
انظر الرابط: www.alkalema.net/furqan/٣٦.htm
وللرد على الكتاب: انظر: الانتصار للقرآن، لصلاح الخالدي.

<<  <   >  >>