للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (١)، والتحذير من مخالفة أمره {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٢)، والأمر بطاعته والرجوع إليه عند التنازع {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ

وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (٣).

وجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يدل صراحة على تضليل منهج دعاة الاكتفاء بالقرآن عن السّنّة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإنَّ ما حرم رسول الله كما حرم الله، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يُقروه، فإن لم يُقروه فله أن يُعقبهم بمثل قِراه) (٤).

وجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التبيان العملي الموضح لمكانة السّنّة، فإنه صلّى ثم قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) (٥).

وفيما يخص صفة الحج قال: (لتأخذوا مناسككم) (٦).

وكان الصحابة إذا أشكل عليهم فهم شيء من القرآن سألوه فأجابهم، وربما بادر هو -عليه الصلاة والسلام- فبين لهم معاني بعض الآيات. والأمثلة على هذا كثيرة (٧).


(١) سورة الحشر، من الآية ٧.
(٢) سورة النور، من الآية ٦٣.
(٣) سورة النساء، الآية ٥٩.
(٤) رواه أبو داوود، وصححه الألباني. انظر له: صحيح سنن أبي داوود ٣/ ١١٧ - ١١٨.
(٥) جزء من الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه، كتاب الآداب، باب رحمة النّاس والبهائم، ح٦٠٠٨، ص١٥٠٧ - ١٥٠٨.
(٦) جزء من الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكباً وبيان قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لتأخذوا عني مناسككم)، ح١٢٩٧، ١/ ٥٨٩.
(٧) انظر بعض هذه الأمثلة في كتاب منزلة السّنّة في الإسلام لمحمد ناصر الدين الألباني، ص٨ - ١٠.

<<  <   >  >>