للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها سمعها منه ابن النجار.

قال ابن النجار -وروى عنه في «أماليه» -: بنيسابور، وكان إماماً كبيراً في المذهب والخلاف والجدل، ومعرفة الحديث والنحو واللغة، وله النظم والنثر، وما رأت عيناي إنساناً جمع حسن الصورة مع لطف الأخلاق وكمال التواضع، وغزارة الفضل، ومتانة الدين، والورع، والنزاهة، وحُسن الخط، وسرعة القلم، والقدرة على الإنشاء نظماً ونثراً، وفصاحة اللسان، وعذوبة الألفاظ، والصدق، والنُّبْل، والثقة، غيره، فلقد كان من أفراد الدهر ونوادر العصر، كامل الصفات بعيد المثل، َقلَّ أن [٣٣ - أ] تلد النساء مثله، ولقد تأدبنا بأخلاقه، واقتدينا بأفعاله، وتعلمنا من فوائده وفرائده، واقتبسنا من علوه ما [يقتبس] (١) بالخناجر على الحناجر. ولد سنة إحدى وخمسمائة، واستشهد على يد التتار سنة ست عشرة وستمائة (٢).

٦٠١٩ - عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد، أبو محمد الوكيل، الآبَنُوسي.

سمع الكثير من: أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي، وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبي طالب محمد بن علي العُشَاري، وخلق.


(١) الكلمة في الأصل على رسم: ينقبس. بلا نقط، وما أثبتناه أولى للسياق. وفي الوافي: ما (ينتشر) بالخناجر ... وأصل هذه الكلمة فيما يظهر هو قول ثعلب النحوي لبعض أصحابه لما سمع شعراً رقيقاً من بعض الأعراب: اكتبوها على الحناجر ولو بالخناجر. «الكشكول»: (٢/ ٢٨٢).
(٢) ترجمته في «ذيل ابن الدبيثي»: (٣/ ٤٨٠) و «المختصر المحتاج»: (٢/ ١٥٤) و «تاريخ الإسلام»: (١٣/ ٤٧٣) و «الوافي»: (١٧/ ٣٣٢) و «الجواهر المضية»: (١/ ٢٧٧) و «بغية الوعاة»: (٢/ ٥٠) وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>