للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجاوز قنطرة الأشرية (١)، وكان يخاف من أصحاب ابن صاعد فطالت علي الأيام انتظاراً لوعده، فلما خرج إلى الكوفة سرت معه، فلما أردت مفارقته قلت: وعدكم (٢)؟! فقال: نعم، الحديث عن أبي سعيد الأشج عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ومتى سمع منه؟ وإنما ولد أبو سعيد في الليلة التي مات فيها يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، فودعته وجئت إلى ابن صاعد فقلت له: ولد أبو سعيد في الليلة التي مات فيها يحيى بن زكريا بن أبي زائدة؟ فقال: كذا يقولون. فقلت له: في كتابك حديث عن الأشج عنه فما حاله؟ فقال لي: عَرَّفَك ذلك ابن عقدة؟ فقلت: نعم. فقال: لأجعلن على كل شجرة من لحمه قطعة. ثم رجع يحيى إلى الأصول فوجد الحديث عنده عن شيخ غير أبي سعيد عن ابن أبي زائدة، وقد أخطأ في نقله فجعله على الصواب، أو كما قال (٣). حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن نعيم البصري لفظاً، قال: سمعتُ محمد بن عدي بن زَحْر يقول: سمعت محمد بن الفتح القلانسي يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: منذ نشأ هذا الغلام أفسد حديث الكوفة، يعني أبا العباس ابن عقدة.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي، ثنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني، ثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت عَبْدان الأهوازي يقول: ابن عُقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر حديثه معهم، يعني لما كان يظهر من الكثرة والنسخ، وتكلم فيه مُطَيَّن بأَخَرَةٍ لما حَبَسَ كتبه عنه.


(١) كذا في الأصل، وفي مطبوعة تاريخ بغداد: الياسرية.
(٢) كذا في الأصل، وفي مطبوعة تاريخ بغداد: وعدك.
(٣) «تاريخ بغداد»: (٦/ ١٥٣ - ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>