للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لله حقاً في خِلافه: فيه نظر، فقد خالف أصحابه في كثير من المسائل تبعاً للحديث يشهد بذلك كتابه «معاني الآثار» ولولا خوف الإطالة لسردتها بحروفها منها: وقت العصر، وسجود التلاوة، وقد قال ابن رولاق: سمعت أبا الحسن علي بن أبي جعفر الطحاوي يقول: سمعت أبي يقول وذكر فضل أبي عبيد ابن حربويه وفقهه، فقال: كان يذاكرني بالمسائل فأجبته يوماً في مسألة فقال لي: ما هذا قول أبي حنيفة فقلت له: أيها القاضي أو كُلَّما قاله أبو حنيفة أقول به؟ فقال: ما ظننتك إلا مقلِّداً، فقال: وهل مقلِّد إلا عصبي. فقال له ابن حربويه: أو غبي. فطارت هذه الكلمة بمصر حتى صارت مثلاً وحفظها الناس وقد قال الخليلي في «الإرشاد» (١): سمعت عبد الله بن محمد الحافظ يقول: سمعت أحمد بن محمد الشروطي يقول: قلت للطحاوي لم خالفت خالك واخترت مذهب أبي حنيفة؟ قال: إني كنت أرى خالي يديم النظر في كتب أبي حنيفة فلذلك انتقلت إليه.

قال ابن يونس: توفي في مستهل ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وفيها أرخه مسلمة بن قاسم وغيره، وخالفهم محمد بن إسحاق النديم في «الفهرست» (٢) فقال: سنة اثنتين وعشرين، قال: وقد بلغ الثمانين والسواد في لحيته أكثر من البياض، وكان أوحد زمانه علماً وعَدَّ فضائلَه ومصنفاته (٣).


(١) (١/ ٤٣٢).
(٢) (ص٢٦٠).
(٣) نقل المصنف جزءاً كبيراً من هذه الترجمة من «لسان الميزان»: (١/ ٦٢٠ - ٦٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>