للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتكرر هذا في أثناء الموادعة التي حصلت بينهما في شهر محرم رجاء الصلح (١).

ثالثاً: الخلاف بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهم -:

كان الخلاف بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهم - امتداداً للخلاف السابق بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وبقي قريباً من ستة أشهر حتى تنازل الحسن - رضي الله عنه - عن الخلافة لمعاوية - رضي الله عنه -، وتعتبر خلافة سيدنا الحسن بن علي من ضمن الخلافة الراشدة، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حدد الخلافة الراشدة بثلاثين سنة، وقد انتهت هذه الفترة بتنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية - رضي الله عنهم - (٢).

ولد الحسن بن علي - رضي الله عنه - سنة ثلاث من الهجرة (٣) وقيل في نصف رمضان من السنة الثانية (٤)، وبويع بالخلافة في الكوفة يوم موت أبيه علي - رضي الله عنه - لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة أربعين من الهجرة (٥)، وبايعه الناس في الحجاز واليمن على يد جارية بن قدامة، وفي فارس على يد عاملها زياد بن عبيد، وبايعه من بقي من


(١) تاريخ الطبري: ٣/ ٧٩. البداية والنهاية لابن كثير: ٧/ ٢٨٦. صفين لنصر بن مزاحم: ص ١٩٧. قال: لما توادع علي - رضي الله عنه - ومعاوية - رضي الله عنه - يوم صفين اختلف فيما بينهما الرسل رجاء الصلح، فبعث علي عدي بن حاتم ويزيد بن قيس الأرحبي وشبث بن ربعي وزياد ابن خصفة إلى معاوية، فلما دخلوا حمد الله عدي بن حاتم ثم قال: أما بعد فإنا أتينا ندعوك إلى أمر يجمع الله عز وجل به كلمتنا وأمتنا ويحقن به الدماء ويؤمن به السبل ويصلح به ذات البين.
(٢) انظر مدة حكم كل خليفة من الخلفاء الراشدين الخمسة ص (٧٣) حاشية (١). وانظر: شذرات الذهب لابن العماد: ١/ ٥١ - ٥٢. تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص ٩.
(٣) كما جزم النووي في تهذيب الأسماء للنووي: ١/ ٤٧ - ٤٨. والذهبي في سير أعلام النبلاء: ٣/ ٢٤٦. وقال الطبري والسيوطي: في نصف رمضان من السنة الثالثة، انظر تاريخ الطبري: ٢/ ٧٦. تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص ١٨٨. الإصابة لابن حجر: ٢/ ٦٨ وما بعدها.
(٤) شذرات الذهب لابن العماد: ١/ ١٠. تاريخ خليفة بن خياط: ص ٦٦.
(٥) تاريخ الطبري: ٣/ ١٦٤. مآثر الخلافة للقلقشندي: ١/ ١٠٥ وما بعد.

<<  <   >  >>