للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل قد وردت في التاريخ أخبارٌ للتعاون بين الدولة العباسية في بغداد والأموية في الأندلس، عندما كان الأمر يتعلق بالجهاد وفتح البلاد، وقد حصل ذلك مرتين:

الأولى: ساعدت فيها الخلافة العباسية الأمويين في الأندلس عندما قام والي مصر للرشيد داود بن يزيد سنة ١٧٤هـ/٧٩٠ م بإرسال جيش إلى الأندلس، لنجدة الأمير هشام بن عبد الرحمن الداخل لمساعدته على حسم النزاع بينه وبين الفرنجة في الشمال، عندما أحاط الخطر بالإمارة الأموية (١). وتكرر هذا في ولاية عبد الله بن المسيب الضبي على مصر، عندما استنجد به الأمير هشام بن عبد الرحمن الداخل، فلبى الضبي طلب الأمير هشام وجهز جيشاً لنجدته (٢)، ومن المستبعد أن يقوم والي مصر بهذا العمل دون علم الخليفة العباسي، خاصة وأن مصر كانت على مدى التاريخ الأموي والعباسي القاعدة التي تنطلق منها القوات التي ترسل إلى المغرب والأندلس.

والثانية: ساعد فيها الأمويون في الأندلس الأغالبةَ التابعين للخلافة العباسية عندما حاصر البيزنطيون المسلمين في حصن ميناو (مينو)، وكانت في هذه الأثناء قد وصلت مراكب غزاة البحر الأندلسيين بقيادة أصبغ بن وكيل المعروف بفرغلوش


(١) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي: ٢/ ٧٦ - ٧٧. العلاقات السياسية والثقافية بين الخلافة العباسية والإمارة الأموية في الأندلس لسالم الخلف: ص ٨، ٢٣، ١٥٩.
(٢) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي: ٢/ ٨٥ - ٨٦.

<<  <   >  >>