للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كيداد المعروف بـ (صاحب الحمار) (١) ضد الفاطميين.

- ومثل ذلك ارتباط الأمويين مع إمارة بني مدرار، وبرغواته في بداية الأمر، وبني صالح أصحاب نكور.

- وكان للأمويين في مرحلة معينة صلات مع الأدارسة أنفسهم ضد الفاطميين، وإن كانت هذه الصلات مؤقتة تحركها قوة الأمويين وانتصاراتهم في المغرب، ثم لا تلبث أن تختفي بضعفهم (٢).

- بل إن القائد الشيعي حميد بن يصل المكناسي، الذي خدم الدولة الفاطمية مدة طويلة، وأصبح من أكبر قوادها في المغرب، لجأ إلى محمد بن خزر حليف الأمويين في الأندلس، وبعث بولائه إلى الناصر فأجابه بالقبول، وأوسع عليه بالعطايا والهدايا ورفع منزلته حيث عينه قائداً لقواته في المغرب الأوسط (٣).

- إعلان الطاعة للناصر من قبل سكان جزائر بني مزغنة (الجزائر العاصمة حالياً)، في آخر ذي القعدة من سنة ٣٢٨ هـ حيث قدم إلى قرطبة وفد من وجوه سكان جزائر بني مزغنة من أعمال الشيعة يحمل كتاباً إلى الخليفة عبد الرحمن الناصر يخطبون وده.

وكان الناصر في كل هذه الاتصالات يبرز نفسه كحامي السُّنة والدين ويحرضهم على الفواطم، ويبذل لهم الأموال والمؤن والعتاد، وقد وجَّه إليهم سفيره


(١) انظر ترجمة مخلد بن كيداد في فهرس التراجم رقم (١٠٥).
(٢) روض القرطاس لابن أبي زرع: ص ٥٥ - ٥٦. الاستقصا للسلاوي: ص ٨٣. المقتبَس لابن حيان: ورقة ١٣٧ أو: ٥/ ٢٥٥ - ٢٦١. البيان المغرب لابن عذاري: ١/ ٢٠٩. تاريخ ابن خلدون: ٦/ ٢٧٥. أعمال الأعلام لابن الخطيب: ٢/ ٤٣. المغرب للبكري: ص ١٢٨. أخبار مجموعة لمؤلف مجهول: ص ١٥٥. معالم تاريخ المغرب والأندلس لحسين مؤنس: ص ٣٢٢. دراسات في تاريخ المغرب والأندلس لأحمد مختار العبادي: ص ٧٤ - ٧٥. ومن المفيد الإشارة إلى أن الأدارسة كانوا يتحالفون مع الفاطميين كلما سنحت لهم الفرصة، ولكنهم لم يندمجوا معهم أبداً بل بقيت لهم دولتهم المستقلة رغم تتطابق دعواهم، وهذا يشير إلى تغلب المصالح السياسية والشخصية لدى الأدارسة على المبادئ التي نادوا بها. العالم الإسلامي للدكتورين محمود والشريف: ص ٤١٠.
(٣) تاريخ ابن خلدون: ٧/ ٥٤. المقتبَس لابن حيان: ورقة ١٧٦.

<<  <   >  >>