للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البقرة/٣٠. هو آدم - صلى الله عليه وسلم - (١). وهو قول ابن عبَّاس (٢)، والسدي (٣)، وابن مسعود (٤)، ومجاهد (٥). حتى أنَّ القرطبي لم يجعل الخلافة عن الله لداود - صلى الله عليه وسلم -، فقال عند تفسير قوله - عز وجل -: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} ص/٢٦. أَيْ خليفةً عمَّن قبله من الأنبياء (٦). وردَّ عليه ابنُ كثير فقال: «ليس المراد بالخليفة ها هنا آدم فقط كما يقوله طائفة من المفسِّرين، وعزاه القرطبُّي - والقول لابن كثير - إلى ابن عبَّاس وابن مسعود وجميع أهل التأويل، وفي ذلك نظر، بل الخلاف فيه كثير حكاه الرازي في تفسيره وغيره» اهـ (٧).

ومما يُستَدَلُّ به لهذا الرأي الحديثُ المرويُّ عن أبي سعيد الخدريِّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثمَّ احتج آدم وموسى عليهما السَّلام فقال موسى: أنت خليفة الله خلقك بيده ... الخ» (٨).

ب) القسم الثاني: يقول: إنَّ آدم وداود هما خليفتا الله - عز وجل -، ولا يُسمَّى أحدٌ خليفةَ الله بعدهما، استدلالاً بآية البقرة وآية (ص) السابقتين، لأن لفظ (خليفة) لم يرد في القرآن إلا في هذين الموضعين، وهو رأي النووي (٩) ......................................


(١) البرهان في علوم القرآن للزركشي: ١/ ١٥٦. تفسير البغوي: ١/ ٦٠.
(٢) تفسير البغوي: ١/ ٦٠. تفسير الرازي: ٢/ ١٨١ - ١٨٢ مجلد ١. تفسير القرطبي: ١/ ٢٦٣، ٣١٢.
(٣) تفسير الرازي: ٢/ ١٨١ - ١٨٢ مجلد ١. فتح الباري لابن حجر: ٦/ ٣٦٤.
(٤) زاد المسير لابن الجوزي: ١/ ٦٠. تفسير الرازي: ٢/ ١٨١ - ١٨٢ مجلد ١.
(٥) زاد المسير لابن الجوزي: ١/ ٦٠.
(٦) تفسير القرطبي: ١٥/ ١٨٨. وكذا قال الواحدي في تفسيره: ٢/ ٩٢٢.
(٧) تفسير ابن كثير: ١/ ٢١٦. وانظر تفسير الرازي: مج ١ ٢/ ١٨١. وانظر ترجمة ابن كثير في فهرس التراجم رقم (١٢).
(٨) مسند عبد بن حميد: ١/ ٢٩٥ رقم (٤٤٩) عن أبي سعيد الخدري بسند ضعيف فيه أبو هارون العبدي، عمارة بن جوين، قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٢/ ١١١: متروك. وقال ابن حجر في تلخيص الحبير ٢/ ٧٨: متروك. والحديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة بلفظ: (أنت آدم) بدل (أنت خليفة الله). انظر: صحيح البخاري: ٣/ ١٢٥١ كتاب أحاديث الأنبياء، باب وفاة موسى، رقم (٣٢٢٨). صحيح مسلم: ٤/ ٢٠٤٣ وما بعدها، كتاب القدر، باب حجاج آدم موسى رقم (٢٦٥٢) عن أبي هريرة.
(٩) مغني المحتاج للخطيب الشربيني: ٤/ ١٣٢ وقال: هو رأي المصنف في شرح مسلم، ولم أجده فيه. وقال القلقشندي في مآثر الإنافة ١/ ١٥: «ذكر الشيخ محي الدين النووي رحمه الله في كتابه الأذكار نحوه وقال ينبغي أن لا يقال للقائم بأمر المسلمين خليفة الله». وكذا عزاه النووي أيضاً في كتابه روضة الطالبين: ١٠/ ٤٩ إلى أواخر كتابه الأذكار ولم أجده في هذا الكتاب.

<<  <   >  >>