للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجل: يا خليفة الله. فقال له: خالف الله بك فقال: جعلني الله فداءك (١). وتكرر الأمر مع عمر بن عبد العزيز عندما قال له رجل: يا خليفة الله. فقال: ويلك لقد تناولت متناولاً بعيداً، إن أمي سمَّتني عمر، فلو دعوتني بهذا قبلت، ثُّم ولَّيتموني أموركم، فسمَّيتموني أمير المؤمنين فلو دعوتني به كفاك (٢). وقد اضطرَدَتْ مخاطبةُ أبي بكر - رضي الله عنه - بأنه خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جميع الصحابة رضوان الله عليهم (٣)، حتى عُدَّ هذا مما أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم.

ووَرَدَ في السلام على أبي بكر - رضي الله عنه - في الروضة المشرفة: السلام عليك يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٤).

ومما يُرَدُّ به على هذا الرأي أنَّ ما كان تبريراً وتفسيراً لخلافة سيدنا آدم وسيدنا داود - عليهما الصلاة والسلام - لله، يصحُّ أن يكون كذلك لغيرهما، فهما لم يكونا خليفتين عن الله تعالى لأنَّه غائبٌ أو ميتٌ، وما صحَّ لهما صحَّ لنبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -،


(١) تاريخ الطبري: ٢/ ٥٦٩. السنة للخلال: ١/ ٢٧٨ رقم (٣٤١) وقال: إسناده لا يصح لأن فيه مجهول.
(٢) مآثر الإنافة للقلقشندي: ١/ ١٥. صبح الأعشى للقلقشندي: ٥/ ٤١٨. شرح السنة للبغوي: ١٤/ ٧٦.
(٣) انظر على سبيل المثال: المستدرك: ٣/ ٨٥ رقم (٤٤٦٩) عن أنس وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، بلفظ: «ثم طُفنا بغرفة فيها أبو بكر حين أصابه وجعه الذي قبض فيه فاطَّلع علينا إطلاعة فقال: أليس ترضون بما أصنع؟ قلنا: بلى يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». وأيضاً المستدرك: ٣/ ٨٥ رقم (٤٤٧٠) حين سار أبو بكر مع الجيوش المتجهة إلى الشام فقالوا: يا خليفة رسول الله تمشي ونحن ركبان!. وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ورقم (٤٤٧٣)، و: ٣/ ٨٦ رقم (٤٤٧٥). وتفسير ابن كثير: ٦/ ٤٥٥. وتفسير الطبري: ٢/ ١٧٤ و: ٢٢/ ٤١. ومسند أحمد: ١/ ٢٢٦ رقم (٦١) عن أبي بكر قال محقق الكتاب: إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن مطرف بن الشخير فقد روى عنه جمع وخرج حديثه أبو داود والنسائي ووثقه ابن حبان. وسنن النسائي الكبرى: ٢/ ٣٠٤ كتاب تحريم الدم، باب ذكر الاختلاف على الأعمش رقم (٣٥٣٥) عن أبي برزة، وسنده صحيح. وابن أبي شيبة في مصنفه: ٧/ ٤٣٣ رقم (٣٧٠٤٨).
(٤) إعانة الطالبين للدمياطي: ٢/ ٣١٥. نور الإيضاح للشرنبلالي: ١/ ١٥٥ - ١٥٦. شرح فتح القدير للسيواسي: ٣/ ١٨١.

<<  <   >  >>