للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتعلق بكيفية العمل، مثل اعتقاد ربوبية الله ووجوب عبادته، واعتقاد بقية أركان الإيمان المذكورة) (١).

والتعريف الأول، هو تعريف عام بالعقيدة ككل، وبيان خصائصها؛ من اليقينية والجزم في مسائلها؛ بحيث لا يتطرق لشيء من قضاياها شك، أو ريب.

والتعريف الثاني، تضمن الإشارة لأصول العقائد، وأركان الإيمان، وبيان أن العقائد مختصة بالجانب العلمي الغيبي، وليس بالجانب العملي المشاهد.

خلاصة: يمكن لنا أن نخلص بتعريف للعقيدة بأنها: مجموع القضايا العلمية الغيبية التي يؤمن بها الفرد بيقين جازم لا ريب فيه.

وهذا معنى قوله سبحانه {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} (٢). قال أبو العالية - رحمه الله -: يؤمنون بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وجنته، وناره، ولقائه، ويؤمنون بالحياة بعد الممات، وبالبعث، فهذا غيب كله. وبمثل هذا المعنى جاءت أقوال الصحابة متقاربة، حول أن جميع المذكورات من الغيب الذي يجب الإيمان به (٣).

ملاحظة: قد يتبادر أن الكتب والرسل مشاهدة منظورة فليست من الغيب، ولكن المراد هو الإيمان بنسبتها إلى الله، أي كون الرسل مبعوثين من عند الله، والكتب منزلة من عند الله كذلك، وهذا أمر غيبي (٤).

وبعد الوقوف على معنى العقيدة لغة واصطلاحاً نرجع إلى الكلام على تعريف الإعلام العقدي وهو مقصودنا من هذا المبحث؛ فأقول - وعلى الله اعتمادي -:

تعريف الإعلام العقدي:

هو الإعلام القائم على تزويد الناس بالمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة عن مجموع القضايا العلمية الغيبية التي جاءت في الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة، بحيث تصل بالجماهير لتصور عقدي واضح لا لبس ولا غموض فيه، وتساعدهم على تكوين عقيدة صحيحة بلا أوهام أو خرافات.


(١) - عقيدة التوحيد وما يضادهاأو ينقضها، ص: ٥و ٦، د صالح بن فوزان الفوزان، طبعة إحياء التراث - الكويت
(٢) - سورة البقرة، آية: ٣.
(٣) - تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير ١/ ٦٨ و٦٩. مرجع سابق
(٤) - العقيدة في الله، ص ١٠. بتصرف، د عمر سليمان الأشقر ط ٨، دار النفائس بالأردن ومكتبة ابن الجوزي بالكويت ١٩٩١.

<<  <   >  >>