للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفسَّر ما يحتاج إليه الخلق حتى بقيت الأحكام جلية ظاهرة، فلم يبق لأحد عذر ولا حجة لمن لم يؤمن به وبآياته" (١)

وقال عزَّ وجلَّ {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} (٢)، وقال عزَّ وجلَّ {وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} (٣).

o إعلام الناس بعظمة الله تعالى، وقوته، وسلطانه، بتعريف الجماهير ببعض خلقه كعالم الملائكة، وصفاتهم الفذة، وقدراتهم العظيمة، ووظائفهم الجليلة، وما يتعلق بذلك من الإيمان بهم، ومحبتهم. ومن هذا النوع قوله سبحانه {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (١٩) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} (٤) وقوله سبحانه {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (١٦٦)} (٥). وقوله عزَّ وجلَّ {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} (٦) وقوله عزَّ وجلَّ { ... عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (٧).

o إبراز بديع صنع الله في الكون، وتسخير المخلوقات، وإسباغ النعم، مع بيان أن هذا كله يدفع الإنسان للشكر والاستقامة، والتحقق بعبادة الله سبحانه بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.

o بث أجواء الطمأنينة، والراحة النفسية، والاعتماد على الله تعالى، مهما جرى ووقع من أقدار الله تعالى فلا يُقْلَقُ بفوات محبوب، أو حصول مكروه، لأن ذلك كله بقدر الله، الذي له ملك السموات والأرض، مع تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا، بما يرجوه من نعيم الآخرة، وثوابها. وفي ذلك يقول الله تعالى {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي


(١) - تفسير الكريم الرحمن (تفسير السعدي) ص ١٤٣. (مرجع سابق)
(٢) - سورة المائدة، آية: ٤٤.
(٣) - سورة المائدة، آية: ٤٦.
(٤) - سورة الأنبياء، آية: ١٩ - ٢٠.
(٥) - سورة الصافات، آية: ١٦٤ - ١٦٦.
(٦) - سورة التحريم، آية: ٤.
(٧) - سورة التحريم، آية: ٦.

<<  <   >  >>