للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (١) فتثبيت القلوب على الحق، والاعتبار، والاتعاظ، والتذكير، وبيان المباديء، والثبات عليها، والهداية، والرحمة بالخلق؛ كلها غايات، يحققها الإعلام الرباني، من خلال القصص القرآني.

والمسألتان التاليتان هما نموذجان، لهذا الأسلوب الإعلامي، في غرس معاني العقيدة

فمن أغراض القصص بيان أن دين الأنبياء واحد؛ وعقيدتهم واحدة،

ولهذا يجد القاريء المتأمل كثيراً من قصصِ الأنبياء بصورة مجتمعة، تتكرر فيها مواقف الدفاع عن العقيدة الحقة، والدعوة إلى توحيد الله سبحانه، وترك عبادة ما سواه، على نحو ما جاء في سور (الأعراف، وهود، والشعراء)، فجميع قصص الأنبياء في هذه السور، يبين بلا مجال للبس، أو خطأ؛ أن دين النبيين واحد، ودعوتهم واحدة، كما جاء في قوله تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} وقوله سبحانه {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ}، وقوله سبحانه {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، وقوله سبحانه {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (٢) فهذه دعوة الرسل؛ رب واحد، ودين واحد، وعقيدة واحدة، تترسخ وتثبت بهذا الأسلوب الإعلامي من القصص القرآني البديع الصادق، والذي من أغراضه أيضاً:


(١) - سورة يوسف: ١١١
(٢) - سورة الأعراف، الآيات: ٥٩ و٦٥ و ٧٣ و ٨٥ على الترتيب

<<  <   >  >>