للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* إن وحدة المسلمين السياسية، هي نتاج طبيعي لوحدتهم العقائدية، ولقد قرَّرَ الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الوحدة منذ اللحظة الأولى لبناء الدولة الإسلامية فوضع منهاجاً حدَّدَ من خلاله هوية الأمة والدولة، وتَوَحَّدَ المسلمون على أساس الإسلام.

وقد عبَّرت الصحيفة التي كتبها الرسول عليه الصلاة والسلام للمسلمين في المدينة عن هذا المعنى فقال: «بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب محمد النبي، بين المؤمنين المسلمين من قريش ويثرب، ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم، أنهم أمة واحدة من دون الناس» (١).

* وهذا كما جاء في قول الحق تعالى {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (٢). إن هذه الوحدة هي السبيل الوحيد للخلاص من حالة الفُرقة والتشرذم التي تشهدها أمتنا، وهي الحل الوحيد لكسر حالة الذل والهوان التي تجلب عليهم الويلات كل يوم.

* كما حذرهم ربهم مغبة التنازع والفرقة والاختلاف {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (٣).فواجب كل مسلم، أن يقوم لله بالحق، نصحاً، وبياناً، وحرصاً على سلامة هذه الأمة من التفكك وعوامل الانهيار، فهي الأمة الخاتمة، وهي خير أمة أخرجت للناس، إن اعتصمت بالوحي الصادق واستقامت على كتاب ربها وسنة نبيها عليه الصلاة والسلام، وكانت على مثل ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام، وتابعت خير القرون فيما كانوا عليه، من علم نافع، وعمل صالح، وحرص على تحقيق الأخوة الإيمانية والوحدة الإسلامية قال سبحانه {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (٤).

ومن أهداف الإعلام السياسي في القرآن الكريم

٣ - بيان السنن الربانية للظهور والتمكين في الأرض


(١) - تهذيب سيرة ابن هشام. الأستاذ عبد السلام هارون. ص ١٣٤ و ١٣٥. دار البحوث العلمية بالكويت ١٩٧٦م، الرحيق المختوم. لصفي الرحمن المباركفوري. ص ١٨٦: ١٨٨.دار المؤيد للنشر والتوزيع بالرياض. ٢٠٠٤م
(٢) - سورة الأنبياء. آية ٩٢
(٣) - سورة الأنفال. آية ٤٦
(٤) - سورة الحجرات. آية ١٠

<<  <   >  >>