للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأدائها أي: كاملة موفرة، لا منقوصة ولا مبخوسة، ولا ممطولا بها، ويدخل في ذلك أمانات الولايات والأموال والأسرار؛ ....... " (١)

* وقد تكرر الأمر بأداء الأمانة في مواضع مثل قوله سبحانه {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} (٢) فأمر سبحانه مَنْ تحمَّل أمانة أن يقوم بأدائها، ونهى عباده المؤمنين عن التفريط، فيما لديهم من الأمانات، وشدد على وجوب أدائها، ومدح سبحانه الحافظين لها وأورثهم جنة النعيم قال سبحانه {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١١)} (٣)، وجاء في الشرع الحنيف النهي عن مقابلة الخيانة بمثلها، فقال النبي عليه الصلاة والسلام (أدِّ الأمانة لمن ائتمنك، ولا تخن من خانك) (٤)، بل نفى عليه الصلاة والسلام مسمى الإيمان عن فاقد أمانته فقال (لا إيمان لمن لا أمانة له) (٥)، وسَلَكه في سِلْك المنافقين فقال عليه الصلاة والسلام (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) (٦)، من أجل ذلك جاء هذا النداء الإلهي، خطاباً لجميع المؤمنين إلى يوم القيامة {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (٧)، وهو نهي يجمع أنواع الخيانات كلها قليلها وكثيرها.

وبحفظ الأمانات، وأدائها لأصحابها، تثبت أولى أسس الحكم الإسلامي، بحيث يرعى كل أفراد المجتمع المسلم أماناتهم، فيؤدون حق الله بلزوم أحكامه، وأداء شعائره، ويرعى الحاكم أمر رعيته، ويقوم بواجباته، ويحفظ المحكومون أمر بلدهم بطاعة ولاة أمورهم من الحكام والعلماء، وجمع القلوب عليهم، والحفاظ على وحدتهم وجماعتهم.


(١) - تفسير السعدي / ٢٢٧ - ٢٢٨.
(٢) - سورة البقرة. آية: ٢٨٣.
(٣) - سورة المؤمنون. آية: ٨ - ١١.
(٤) - رواه أبو داود عن أبي هريرة. باب: الرجل يأخذ حقه من تحت يده ٣/ ٨٠٤.رقم الحديث ٣٥٣٤.
(٥) - رواه أحمد. عن أنس بن مالك ص / ٣٧٨ رقم الحديث / ١٢٤١٠.ط/ بيت الأفكار الدولية. ١٩٩٨م
(٦) - رواه البخاري. كتاب الإيمان. باب علامة المنافق. ص / ٣٠. رقم الحديث / ٣٣، رواه مسلم. كتاب الإيمان. باب خصال المنافق. ص / ٣٢. رقم الحديث / ٥٩. كلاهما عن أي هريرة.
(٧) - سورة الأنفال. آية: ٢٧.

<<  <   >  >>