للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أهداف الإعلام العسكري في القرآن الكريم

[٢ - حشد أفراد الأمة للتأهب للدفاع عن الدين والمقدسات]

ويُراد من ذلك إبقاء المسلمين في حالة من اليقظة، والاستعداد الدائم لمواجهة الأخطار المحدقة، والمخططات السيئة، التي يدبرها أعداء الأمة، وتشمل هذه اليقظةُ، وهذا الاستعدادُ، كلَّ ما مِنْ شأنه أن يُقَوِّي جانب المسلمين، ويُخَوِّف أعداءهم.

ومن هذا قوله جل وعز {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (٦٠)} (١)، قال العلامة السعدي رحمه الله: " أي {وَأَعِدُّوا} لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم. {مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أي: كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يعين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات من المدافع والرشاشات، والبنادق، والطيارات الجوية، والمراكب البرية والبحرية، والحصون والقلاع والخنادق، وآلات الدفاع، والرأْي: والسياسة التي بها يتقدم المسلمون ويندفع عنهم به شر أعدائهم، وتَعَلُّم الرَّمْيِ، والشجاعة والتدبير" (٢).

ومن هذا أيضاً قوله جل شأنه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (٧١)} (٣)، قال الإمام ابن كثير رحمه الله " يأمر الله عباده المؤمنين بأخذ الحذر من عدوهم، وهذا يستلزم التأهب لهم بإعداد الأسلحة والعدد وتكثير العدد بالنفير في سبيله. (ثُبَاتٍ) أي: جماعة بعد جماعة، وفرقة بعد فرقة، وسرية بعد سرية، ..... ،قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: (فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ) أي: عُصبا يعني: سرايا متفرقين (أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) يعني: كلكم" (٤). وبغير هذا الحزم، تُنْتَقَص هيبة الأمة، وتُغْتَصَب أرضها، وتُمْتَهَن


(١) - سورة الأنفال. آية: ٦٠
(٢) - تفسير السعدي. ص / ٤٣٦
(٣) - سورة النساء. آية: ٧١
(٤) - تفسير ابن كثير ١/ ٦٩٧

<<  <   >  >>