للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روح الأنانية بين المجتمع، خلافا لما يحبه الله ويرضاه للمسلمين حيث قال سبحانه {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (١). وقال تعالى مرشداً وموجهاً أصحاب الأموال الموثرين في تعاملهم مع إخوانهم المدينين {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٨٠)} (٢). فلا ربا، ولا جشع، بل إنظار لميسرة وسعة، أو تفضل، وإحسان، وعفو، ومسامحة.

ومن أهداف الإعلام الاقتصادي في القرآن الكريم:

الإعلام ببيان الحلال والطيبات، والتحذير من الحرام والخبائث.

يبدو جلياً في تعريفات الاقتصاد للغربيين ومن وافقهم من العرب المسلمين أنه لا عبرة لديهم بحلِّ أو حرمةِ النشاط الاقتصادي، بل بما يأتي به من ربح، فلا حرج لديهم من أنشطة الدعارة، ومصانع السجائر، وتجارة الخمور، وغيرها، فليس هناك ما يفصل بين الخير والشر عندهم، سوى وجود المنفعة، أو انعدامها. وهذا بلا ريب؛ خلاف ما عليه دين المسلمين، قال الله تعالى {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠٠)} (٣). وقد حدد الله تعالى من ضمن مهمات الرسول، وضرورات رسالته، عليه الصلاة والسلام، أنه يحل الطيبات، ويحرم الخبائث، قال سبحانه {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (٤). وقد جاء في القرآن أصناف من المحرمات، والخبائث، ومن هذا قوله تبارك وتعالى {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} (٥). ومنه قوله سبحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٦). وفي الوقت نفسه يأمر


(١) - سورة الحجرات. آية: ١٠
(٢) - سورة البقرة. آية: ٢٨٠
(٣) - سورة المائدة. آية: ١٠٠
(٤) - سورة الأعراف. آية: ١٥٧
(٥) - سورة المائدة. آية: ٣
(٦) - سورة المائدة. آية: ٩٠

<<  <   >  >>