للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينبغي له من تعظيم، وتوحيد، وتنزيه، وعارفاً للغاية من خلقه، فيقوم بعبادته، ومطمئناً مستقراً في تصوراته في جميع مجالات حياته.

ومن أسس بناء الشخصية الإسلامية: القيام بالعبودية

وتتمثل في دعائم الإسلام وهي التطبيق العملي للعقيدة. والعبادات بدورها تثمر السلوك الصحيح، والخلق القويم، وترسم لشخصية المسلم الطريق السويَّ، فيعيش حياته موصولا بربه، فاعلاً في مجتمعه، يستشعر نبض الإيمان في أعماقه فلا ينبعث من حياته إلا الخير. يقول الحق تعالى {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (١). ويقول سبحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٢). وحياة الإنسان كلها، من مولده لمماته، بحركاته وسكناته، كلها عبودية لله قال عزَّ مِن قائل {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣)} (٣). ومن هنا؛ تجد المسلمين متميزين عن غيرهم، بتقلبهم في جميع أحوالهم في طاعة ربهم، وعبادته، قال عنهم ربهم سبحانه {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (٤).

ومن أسس بناء الشخصية الإسلامية: الأسوة الحسنة

فيبدأ المسلم تكوين شخصيته الإسلامية، سلوكا، وتطبيقا، من توجيهات القرآن الكريم، وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وصحابته رضي الله عنهم، يقول سبحانه {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (٥). فهو عليه الصلاة


(١) - سورة العنكبوت. آية: ٤٥
(٢) - سورة الحج. آية: ٧٧
(٣) - سورة الأنعام. آية: ١٦٢ - ١٦٣
(٤) - سورة التوبة. آية: ١١٢
(٥) - سورة الأحزاب. آية: ٢١

<<  <   >  >>