للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسم القرآن الكريم الشخصية الثقافية المسلمة، من خلال عدة صور متنوعة، منها بيان دائرة الواجبات، والمستحبات، والمكروهات، والمحرمات، وذلك عن طريق النداء والأمر والنهي، فالشخصية المسلمة تمتاز عن غيرها، بوجودها داخل تلك الدائرة، تدور بين فعل المأمور، واجتناب المحظور. وفي الآيات خير برهان، كما يتضح من الأمثلة فيما يلي:

أمر سبحانه المؤمنين والمؤمنات بالعفة، غضاً للبصر، وحفظاً للفرج، وحجاباً للمرأة فقال تعالى {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (٣٠) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (١).

ونهى سبحانه عن الزنا والفواحش فقال تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} (٢) وقال سبحانه {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (٣)

وأمر سبحانه بالتثبت في الأخبار والأحكام والتبين في الأمور فقال جلَّ جلاله {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (٤)، وقال عزَّ وجلَّ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (٥).


(١) - سورة النور آية: ٣٠ - ٣١
(٢) - سورة الإسراء آية: ٣٢
(٣) - سورة الأنعام آية: ١٥١
(٤) - سورة الحجرات آية: ٦
(٥) - سورة النساء آية: ٩٤

<<  <   >  >>