للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْأُمُورِ} (١) فإظهار هذه الشعيرة العظيمة، ورفع لوائها، من أعظم المنطلقات للسعي الحثيث لامتلاك الإعلام وصبغ وسائله الصبغة الرشيدة، التي تنشر الخير والمعروف، وتدعو إليه وترغب فيه، وتحارب الشر والمنكر، وتبغضه للخلق وتحذرهم من شروره وآثامه المحدقة بالمفسدين.

٢ - القيام بواجب الدعوة إلى الله سبحانه، وهي سبيل النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام رضي الله عنهم. وقد قال الله سبحانه {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (٢) فأمة النبي محمد عليه الصلاة والسلام أمة دعوة، تدعو للخير والهدى، بالحكمة والرفق، تأتمر بأمر ربها سبحانه القائل {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (٣). يلتمسون الأجر العظيم في دلالة الناس على الخير، والذي أخبر به رسولنا عليه الصلاة والسلام {والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم} (٤). ومن الدعوة إلى الله القيام بواجب البيان والبلاغ من خلال وسائل الإعلام تحقيقاً لقول الله سبحانه {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (٥) فالبيان واجب من واجبات الرسولصلى الله عليه وسلم، ثم واجب على أمته من بعده أن يبينوا للناس معالم الطريق الحق في شتى شئون حياتهم ويأخذوا بأيديهم إلى الحياة الطيبة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة.

٣ - بذل النصيحة للخلق فأهل الإسلام أنصح الخلق للناس؛ لما عندهم من الهدى والرشاد والنور المبين، ويحملون من الشفقة والرحمة للخلق أجمعين، متمثلين


(١) - سورة الحج، الآية: ٤١
(٢) - سورة يوسف، الآية: ١٠٨
(٣) - سورة النحل، الآية: ١٢٥
(٤) - صحيح البخاري. كتاب المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب. رقم الحديث ٣٤٩٨.بيت الأفكار الدولية ١٩٩٨. وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب ص ٦٨٢. رقم الحديث ٢٤٠٦، طبعة دار ابن حزم - القاهرة ٢٠٠٨
(٥) - سورة النحل، الآية: ٤٤

<<  <   >  >>