للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأطراف المشتركة. وعرَّفها ليبمان (١): بأنها حالة من التحرر من المشاعر العاطفية والتحيزات والتجارب الشخصية" (٢) ورغم الجهود العظيمة في هذا المجال فلم تتحقق هذه الموضوعية المطلقة في الطرح الإعلامي بل ظلت نسبية، وبدرجات متفاوتة ما بين مقل ومستكثر، وأما العدالة التامة، والإنصاف الكامل فلم تعرفه البشرية حاضراً حياً إلا من خلال الإعلام القرآني، الذي تميز بميزان رباني دقيق، لا يغفل أي تفصيل، ولا يهمل مثقال الذرة من العمل.

? والمتأمل في آيات القرآن العظيم يجد نهراً جارياً بالعدالة بين الرب وعباده قال سبحانه {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (٣)

? ويأمر عباده به {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (٤)،وقال سبحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (٥).

? ويأمرهم بالعدل ولو كان المحكوم عليه من الشانئين المخالفين يقول سبحانه {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٦).


(١) - ليبمان، والتر ((١٩٧٤ - ١٨٨٩ صحفي أمريكي اكتسب شهرة عالمية بوصفه كاتبًا سياسيًا وفيلسوفًا. . قام ليبمان طوال الفترة من عام ١٩٣١م حتى عام ١٩٦٧م بكتابة عمود في جريدة نيويورك هيرالد تريبيون. تحت عنوان اليوم وغدًا، وكان يُنشر في أكثر من ٢٠٠ صحيفة. وفي عام ١٩٦٢م فاز ليبمان بجائزة بوليتزر عن التقارير الصحفية الدولية. حظي ليبمان بتقدير بوليتزر الخاص عن مقالاته التحليلية حول الشؤون القومية والدولية. وُلد ليبمان في مدينة نيويورك، وتخرج في جامعة هارفارد عام ١٩١٠م
موسوعة الجياش - شبكة المعلومات: http://mosoa.aljayyash.net/encyclopedia-٩٠٨٠/
(٢) - مدخل إلى الإعلام الإسلامي. ص: ٢٢٦ - ٢٢٨. ومصادره. بتصرف.
(٣) - سورة النساء. آية: ٤٠.
(٤) - سورة النساء. آية: ٥٨.
(٥) - سورة النساء. آية: ١٣٥.
(٦) - سورة المائدة. آية: ٨.

<<  <   >  >>