للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١٥٢) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (١)، ثم يذكر زلة بعضهم ويعفو عنهم {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (٢)، ثم يكشف لهم عن موضع الخلل ومرجع الهزيمة فيقول سبحانه {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٣).

? وبمثل هذا التفاعل كان القرآن يتنزل على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ونجد فيه أحكام الأسرة زواجاً وطلاقاً ووصيةً وميراثاً، والحدود، والعلاقات مع غير المسلمين نجد بيانا كافياً، ودواءً شافياً لجميع العلل، يعلم ويرشد، وينفي عن مجتمع المسلمين الخبث، يثبت أهل الإيمان الصادقين، ويفضح مخططات الكافرين والمنافقين (٤) وهكذا يجب أن تكون وسائل الإعلام، تعبر بصدق عن مجتمعاتها، وتعكس الفكر الصحيح والفهم المستنير، وتكون أداة إصلاح لا إفساد، وسيلة إرشاد وهداية لا إضلال وغواية.

? إن إطلالة متجردة على خصائص الإعلام القرآني تبعث همم المخلصين لإصلاح مواطن الخلل، ومواضع الفساد، في منظومة الإعلام في أمتنا الإسلامية عامة، والمؤسسات الإعلامية العربية خاصة.


(١) - سورة آل عمران. آية: ١٥٢ - ١٥٣.
(٢) - سورة آل عمران. آية: ١٥٥.
(٣) - سورة آل عمران. آية: ١٦٥.
(٤) - كمثال يمكن مطالعة سور (النور والأحزاب والحشر) فقد احتوت على تحديات جسام كان الوحي الإلهي فيصلا حاسما في مجرياتها.

<<  <   >  >>